استطلاعات الرأي.. مواجهة ساخنة لن تحسم الانتخابات التركية من الجولة الأولى
مرصد مينا
رجحت مؤسسة تركية متخصصة باستطلاعات الرأي عدم حسم الانتخابات الرئاسية في البلاد من الجولة الأولى.
أوزر سنجار رئيس مؤسسة “متربول للدراسات واستطلاعات الرأي” أوضح أن المعطيات الأخيرة تظهر أن الانتخابات الرئاسية لن تحسم في الجولة الأولى، لافتا إلى تقدم مرشح تحالف الجمهور رجب طيب أردوغان على منافسه مرشح تحالف الشعب كمال كيليتشدار أوغلو بحسب نتائج استطلاعات الرأي لشهر نيسان/أبريل الجاري.
سنجار أوضح بحسب وكالة “سبوتنيك” أن: “هناك 4 مرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في 14 أيار/مايو المقبل، حيث أن أصوات المرشحين إردوغان وكيليتشدار أوغلو تتراوح ما بين 41 و42 بالمئة، فيما تبلغ أصوات المرشح الرئاسي محرم إنجا 5 بالمئة وأصوات مرشح تحالف أتا “الأجداد” سنان أوغان ما بين 2 و3 بالمئة حسب استطلاع الرأي الأخير”.
وأضاف: “إذا استمر الحال على ما هو عليه، فهذا يعني أن المرشحين الأربعة للانتخابات الرئاسية لن يفوزوا في الجولة الأولى وبالتالي سيتم إجراء جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، لأن أصوات المرشحين أردوغان وكيليتشدار أوغلو لا تكفي لفوز أحدهما في الانتخابات بسبب تقاسم إنجا وأوغان الأصوات الانتخابية لحصولهما على 7.5 نقطة”.
سنجار لفت إلى أن هناك 40 يوما لإجراء الانتخابات الرئاسية، وهذه المدة تعتبر طويلة في تركيا، إذ أن التطورات والأحداث قد تؤثر على أصوات المرشحين خلال هذه الفترة وتغير النتائج رأسا على عقب”، مشيرا إلى أن “نسبة أصوات حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تراجعت 5 نقاط منذ الزلزال الذي ضرب جنوب شرق البلاد في شباط/فبراير الماضي حتى آذار/مارس الماضي إلا أنها ارتفعت إلى مستواها الذي كانت عليه في كانون الثاني/يناير، حسب الاستطلاع الأخير لشهر نيسان/أبريل، حيث ارتفعت نسبة أصوات أردوغان وحزبه لتصل لمستواها الذي كان قبل الزلزال رغم تداعياته”.
وتابع: “لذا فإن الأحداث والتطورات المقبلة قد تؤثر على نسبة أصوات الأحزاب والمرشحين للانتخابات الرئاسية، إلا أن نتائج الاستطلاعات الحالية تظهر أنه في حال تم إجراء الانتخابات اليوم فلن تحسم في الجولة الأولى”.
وحول أبرز العوامل التي تؤثر على سلوك الناخب التركي قال سنجار: “لم يعد زلزال فبراير عاملا مهما يؤثر على سلوك الناخبين في تركيا حيث انتهى تأثيره، بما أن أصوات حزب العدالة والتنمية أردوغان ارتفعت ولم تتغير نسبة أصوات حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في البلاد بحسب نتائج استطلاعات الرأي”.
وتابع: “كما أن الاقتصاد لم يعد عاملا مؤثرا على سلوك الناخب في عملية التصويت، لأن تركيا تشهد منذ أكثر من ثلاث سنوات أزمة اقتصادية، والواقع يظهر أن تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي لا يثني الناخبين المؤيدين لحزب العدالة والتنمية عن التصويت لحزبهم وأردوغان، حيث بلغت نسبة أصوات حزب العدالة والتنمية 40 بالمئة في الاستطلاع الأخير”.
وأكد أن: “الأحداث والتطورات في البلاد والسمعة التي يحتفظ بها الزعماء والثقة بهم هي التي تحدد سلوك الناخب التركي في عملية التصويت، حيث لم تتغير آراء الناخبين حول أردوغان و كيليتشدار أوغلو حتى الآن”.
وأشار سنجار إلى أن “نتائج استطلاعات الرأي لشهر نيسان/أبريل الجاري تظهر أن تحالف الجمهور يتقدم على تحالف الشعب المعارض بـ9.5 نقاط، فيما تبلغ نسبة أصوات تحالف العمل والحرية الذي يتكون من 7 أحزاب من ضمنها حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد وحزب العمل وحزب الكادحين 14 بالمئة، وفي حال استمر هذا الاتجاه فهذا يعني أن حزب العدالة والتنمية الحاكم المتحالف مع حزب الحركة القومية والذي تبلغ نسبة أصواته 46 بالمئة سيحصل على الأغلبية الساحقة في الانتخابات البرلمانية”.
وأشار إلى أن “تحالف الشعب المعارض لم يتمكن حتى الآن من استقطاب أصوات الناخبين المترددين” موضحا: “تبلغ نسبة الناخبين المترددين 13 بالمئة وفقا لاستطلاع الرأي الأخير، 4 بالمئة منهم كانوا مؤيدين لحزب العدالة والتنمية و2.5 بالمئة مؤيدين لحزب الشعب الجمهوري و 1 بالمئة لحزب الحركة القومية، فيما لم يستقطب حزب الشعب الجمهوري نسبة كبيرة من الناخبين المترددين”.
الخبير التركي استبعد احتمال توجه الناخبين المترددين الذين كانوا يؤيدون حزب العدالة والتنمية للتصويت لحزب الشعب الجمهوري، كما من غير المحتمل أن يعطي الناخبون المترددون المؤيدون لحزب الشعب الجمهوري، أصواتهم لحزب العدالة والتنمية، وفي حال توجه الناخبون المترددون إلى صناديق الاقتراع فسيكون حزب العدالة والتنمية هو الرابح في الانتخابات البرلمانية”.
ولفت إلى أن تحالف الجمهور الحاكم في البلاد قد يحصل على 300 مقعد في البرلمان في حال حصوله على 46 بالمئة من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية وهذا سيكون لصالح أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
يذكر أنه من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا يوم 14 أيار/مايو المقبل. ومن أبرز المرشحين للرئاسة: الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ومرشح تحالف المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو، ومحرم إنجه عن حزب “بلد”، وسنان أوغان، مرشح تحالف “أتا، أي الأسلاف”