اصبع حسن نصر الله
اليوم، من المقرر أن يُطِل حسن نصر الله بسبابته على شاشات التلفزة اللبنانية، فما المتوقع؟
المتوقع أن يلوّح بإصبعه مقتربًا من التهديد والوعيد، ليطلق “وعده” بتدمير حفارة البلوك اليونانية إذا اقدمت على متابعة الاشتغال على التنقيب في المنطقة البحرية المتنازع عليها مابين لبنان وإسرائيل.
اصبعه المرفوعة تأتي متأخرة، و”المتأخرة” هذه، لاتأتي لضيق في الوقت أو سهو عما يحدث بمواجهة الناقورة، التي يهيمن عليها حزب الله كما يهيمن على الجنوب كل الجنوب، فالقصة قصة لعبة، فما هي اللعبة؟
اللعبة هي إغراق زعامات لبنانية في “الخيانات” .. خيانات على القطعة يحصدها حسن نصر الله بالجملة.
ـ وخيانات من؟
خيانات حلفائه وتعبيرهما في نبيه بري، شريكه في العقيد والسلاح والفساد، وميشال عون وصهره، ولكل منهما شراكته مع الحزب وقد مدّ اليهما حبل الفساد حتى غرقا بالفساد، فباتا مع نبيه بري غارقين بلعنات اللبنانيين كل اللبنانيين.
في التحضيرات للعبة، ترك حزب الله الحبل على غاربه في قصة هو يدرك أبعادها، بل كل أبعادها، ويدرك حيثياتها، وكل حيثياتها، ويدرك ماستؤول اليه، فلدية الملف الكامل الذي حمّله لنائبه السابق نواف الموسوي، وبالمحصلة يدرك أن في الأمر “خيانة”، وبيع لثروة بلد هو الأحوج إلى الرغيف، أما الباعة فهما حليفيه، والبيع على ذمة حليفيه، وهو “البرئ” كل البراءة من “البيع” وإن كان قد “دفش” البياعين، سواء بصمته، أو بقبوله المستتر، لإيصالهم إلى الحافة، ومعهم كل اللبنانيين إلى الحافة، ولن يكون “المخلًّص” إن لم يكن البلد كل البلد على الهاوية، لياتي اليوم ويعلي صوته، فيخاطب اللبنانيين بلغة عنوانها:
ـ الحل عندي.
دون نسيان بسط راحته على صدره بعد رفع سبابته مهددًا الإسرائيليين كما “ربابنة الحفارة”، فإذا ما توقف الحفر، فهو من أوقفه، وإذا ما ادت سبابته إلى الحرب فلابد أن يكون مرحباً بحرب هي “شرعيته” و “شرعية سلاحه” وبالنتيجة “شرعية هميمنته على لبنان”، كل لبنان، بدءًا من شرعية الكبتاغون، وصولاً لشرعية “الاغتيالات”، مرورًا بشرعية تحويل لبنان إلى ذراع للحرس الثوري الإيراني االذي يقف إلى جانبه بانتظار “المهدي” الذي لن يظهر إلاّ يوم يتحول العالم إلى خرابة، ولابد أن لحزب الله تاريخ مع الخرابات والتخريب.
اليوم، سيكون ظهور حسن نصر الله، ونظرة إلى التوقيت تكفي، فظهوره يأتي بعد إصابة لبنان كل لبنان بالحمّى، وظهوره يأتي بعد “تخوين” كل من صمت عن هدر موارد البلد، وظهوره ياتي بعد أن اظهر اللبنانيون كل اللبنانيين سأمهم من قياداتهم الحزبية والطائفية والحكومية، ليتحوّل هذا الظهور إلى :
ـ ظهور المخلّص، بعد أن بات اللبنانيون يبحثون عن الخلاص.
في الاحتمالات، أن يرتد وقع خطابه على الشركة اليونانية فتتوقف أو تنسحب او تعطل أو تؤجل شغلها في البلوك 29، وفي الاحتمالات أن يعلن حربًا في توقيت، لن تكون فيه الحرب سوى المزيد من بؤس اللبنانيين الذي لم يتبق مخلبًا من مخالب البؤس لم يطلهم، وفي آخر الاحتمالات، أن يكون ظهوره، براءة ذمة من ذمته التي عطّلها لسنوات وسنوات، وملف الترسيم البحري، كل الملف بين يديه دون أن يزيحه أو يدحرجه او يفعّله، وقد لجأ إلى الصمت في موضوع يستدعي الصراخ.
كلها احتمالات، وآخر الاحتمالات، يبقى فيما سيطلبه المرشد الاعلى في طهران.
المرشد الذي يقول لحسن نصر الله:
ـ كن فيكون.
هي اللعبة التي سيكون فيها حزب الله آخر الجالسين في مسابقة الكرسي الموسيقي.
آخر الجالسين هو من يحتل مائدة القمار.
وحسن نصر الله يتقن اللعبة أيّما اتقان.
بانتظار كلمته اليوم.