اعتداء عنيف على مسن في إسبانيا يثير موجة تحريض ضد الجالية المغربية

مرصد مينا
شهدت بلدة طوري باتشيكو في إقليم مورسيا جنوب شرق إسبانيا أجواءً مشحونة بالتوتر بعد وقوع اعتداء عنيف على رجل إسباني مسن، ما أثار موجة من الغضب والتحركات السياسية والاجتماعية، وأعاد الجدل حول العلاقة بين المهاجرين والسكان المحليين.
وأفادت صحيفة “إل دياريو” الإسبانية بأن الحادث وقع في التاسع من يوليو الجاري، حين تعرض رجل إسباني يبلغ من العمر 68 عاماً لاعتداء من قبل ثلاثة شبان في البلدة نفسها.
ووفق التحقيقات الأولية، فإن المعتدين قاموا بضرب المسن وتصوير الاعتداء في سلوك يُعتقد أنه جزء من “تحدٍّ شبكي” منتشر على منصات التواصل الاجتماعي. وأُدخل الضحية إلى المستشفى وهو يعاني من إصابات في الرأس والوجه.
وتم تداول الفيديو المسجل للواقعة بسرعة على مواقع التواصل، ما أدى إلى موجة غضب واسعة تحولت إلى تحريض صريح ضد الجالية المغربية، خصوصاً من حسابات مرتبطة بأحزاب اليمين المتطرف.
وانتشرت دعوات لـ”الثأر للمسن” عبر الإنترنت، وتجمعت مجموعات غاضبة في الشوارع تستهدف المهاجرين ومتاجرهم، مما دفع العديد من أصحاب المحال إلى إغلاقها خشية وقوع اعتداءات.
رداً على هذه التطورات، عززت قوات الحرس المدني الإسباني من وجودها الأمني في البلدة.
وأفادت صحيفة “لابراد دي مورسيا” بأن الشرطة ألقت القبض حتى مساء 11 يوليو على 13 شخصاً، منهم المشتبه به الرئيسي في الاعتداء، بالإضافة إلى عدة من السكان المحليين المتهمين بالتحريض والمشاركة في أعمال عنف. وفتحت السلطات ملفات جنائية بحقهم، شملت اتهامات بـ”الكراهية والتمييز العنصري”.
وأشارت صحيفة “20 مينوتوس” إلى أن النيابة العامة بدأت تحقيقات موسعة حول ما يُنشر على منصات التواصل الاجتماعي، مع التركيز على منشورات أعضاء بارزين في حزب “فوكس” اليميني الذين حرضوا ضد المغاربة واعتبروا الجالية مسؤولة جماعيًا عن الجريمة. ولا تستبعد النيابة تصنيف هذا التحريض ضمن “جرائم الكراهية المنظمة”.
من جهتها، فتحت النيابة العليا في إقليم مورسيا تحقيقاً أولياً في منشورات نسبت إلى رئيس حزب “فوكس” المحلي بخصوص أحداث طوري باتشيكو، لدراسة إمكانية تحريك دعوى قضائية بحقه، بعد تقديم شكاوى من أحزاب سياسية عدة منها الحزب الاشتراكي العمالي، واليسار الموحد، وحزب بوديموس.
وفي تطور آخر، أوقف الحرس المدني مساء الاثنين رجلاً يشتبه بقيادته لمجموعة عبر تطبيق “تيليغرام” تحمل اسم “اطردوهم الآن”، والتي نُسبت إليها دعوات لمهاجمة المهاجرين في البلدة.
وفي سياق متصل، عبرت جمعيات حقوق الإنسان والنقابات المحلية عن قلقها من تصاعد العنف العرقي في مورسيا، داعية إلى ضبط النفس ورفض الخطاب الذي يعمم مسؤولية الجريمة على جالية بأكملها.
وشددت على أن الجالية المغربية جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي المحلي منذ عقود، مطالبة السلطات بحماية الحقوق الأساسية لكل المهاجرين دون تمييز.
وبحسب بيانات المعهد الوطني للإحصاء الإسباني، فقد بلغ عدد المغاربة المقيمين في إسبانيا حوالي 1.1 مليون شخص حتى بداية عام 2025، مما يجعلهم أكبر جالية أجنبية في البلاد.