اعتقال إمام أوغلو يثير احتجاجات عارمة في تركيا

مرصد مينا

بدأت النيابة العامة في تركيا اليوم الخميس التحقيق مع رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، في ظل أجواء متوترة واحتجاجات واسعة في مختلف المدن التركية.

وتم اعتقال إمام أوغلو الأربعاء و78 آخرين بتهم تتعلق بالإرهاب والفساد، ما أثار غضباً عارماً في الشارع التركي. واندلعت مظاهرات حاشدة في إسطنبول وأنقرة وإزمير، مطالبين بإطلاق سراحه.

إمام أوغلو، الذي يعد من أبرز المرشحين المحتملين لمنافسة الرئيس رجب طيب إردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وجه نداءً للجهاز القضائي التركي لوقف ما وصفه بـ “التلاعب” من قبل مجموعة صغيرة في السلطة.

وتوعد بحشد الأمة ضد ما اعتبره محاولات لتدمير الديمقراطية في تركيا.

وفي الوقت نفسه، تلقى اعتقال إمام أوغلو انتقادات حادة من أوروبا، حيث اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس أن هذه الخطوة تمثل تراجعاً في الديمقراطية التركية، بينما شددت وزيرة الخارجية الألمانية على أن الاعتقال يعد “ضربة قاصمة للديمقراطية”.

في المقابل، نأت الولايات المتحدة وروسيا بأنفسهما عن التعليق على الشؤون الداخلية لتركيا.

وأعلن مكتب المدعي العام في إسطنبول، عن مصادرة ممتلكات المستشار الصحافي لرئيس بلدية إسطنبول الذي تم اعتقاله أيضاً.

كما قامت الشرطة بمداهمة منزل المشتبه به علي نوح أوغلو، حيث صادرت 40 مليون ليرة تركية، وقد تم اعتقاله في نفس العملية.

في السياق، أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، عن اعتقال 37 شخصاً بسبب نشر “منشورات استفزازية تحرض على الجريمة والكراهية” على وسائل التواصل الاجتماعي بعد اعتقال إمام أوغلو.

وأكد أن السلطات التركية حددت 261 حساباً على منصات التواصل الاجتماعي، من بينها 62 حساباً في الخارج، تم تداول منشورات استفزازية من خلالها.

وأضاف أن منصة “إكس” شهدت نشر 18.6 مليون منشور يتعلق بإمام أوغلو خلال أقل من 24 ساعة بعد اعتقاله.

فيما تواصل التحقيقات، شهدت العديد من المدن التركية مظاهرات ضخمة مساء الأربعاء احتجاجاً على اعتقال إمام أوغلو، حيث تجمع الآلاف أمام بلدية إسطنبول وسط تواجد أمني مكثف من الشرطة، رغم قرار ولاية إسطنبول بحظر التجمعات والمظاهرات لمدة أربعة أيام.

المتظاهرون أدانوا احتجاز إمام أوغلو، مطالبين باستقالة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وشارك في التجمع الحاشد رئيس “حزب الشعب الجمهوري” أوزغور أوزال وزوجة إمام أوغلو، ديليك إمام أوغلو، حيث ألقيا كلمات أمام المشاركين الذين أمضوا ليلتهم في الشوارع رغم الطقس البارد.

ورفع المحتجون شعارات مثل “إردوغان ديكتاتور” و”إسطنبول في الشوارع واللصوص في القصر” و”إمام أوغلو لست وحدك”.

كما شهدت العديد من الجامعات التركية احتجاجات من آلاف الطلاب، واجهتها الشرطة بعنف. حيث اقتحمت قوات الأمن حرم “جامعة الشرق الأوسط التقنية” في أنقرة ليل الأربعاء – الخميس، واندلعت اشتباكات مع الطلاب الذين خرجوا للتظاهر في شوارع العاصمة، وتم اعتقال عدد منهم.