اغتيال أم خطأ فني؟
مرصد مينا
هو السؤال الاكثر حضوراً ما بعد مقتل الرئيس الإيراني، وبين الاحتمالين ما لايحصى من التبعات، فإذا كان اغتيالاً وبايد إسرائيلية، فلهذا تبعات أيضاً، وسيكون السؤال:
ـ هل ستعلن الحكومة الإيرانية عن اغتيال حدث أم ستتكتم؟
الإعلان يعني حرب مفتوحة لابد منها، فالاغتيال هذه المرة وقع على رمز الدولة، وهو وإن كان واحد من سلسلة اغتيالات غير أن لرمزيته وقع آخر إن لم يكن الرد عليه فسيكون الانهيار المعنوي والأخلاقي لإيران كدولة، وإذا كان ثمة رد فستكون الحرب الواسعة، وفي حال كهذا ستتحول إلى حرب إقليمية بذيول دولية تضع العالم على الحافة.
المتوقع هو التكتم على الأمر إذا ما اكتشف بأن مقتل رئيسي اغتيالاً، وعلى الرغم من الفارق الشاسع ما بين الحدثين، فكل المعلومات اللاحقة كانت قد أشارت إلى أن انفجار المرفأ في بيروت كان تفجيراً وليس انفجاراً وكان على حزب الله ابتلاع الأمر للسبب نفسه:
ـ الإحجام عن الرد، فالرد ورطة.
وثانية نقول مع الفارق الشاسع ما بين الحدثين، غير أن ما ستظهره الصورة العامة والسابقة لمقتل رئيسي هو يقين التسلل الإسرائيلي إلى مجموعة من الاغتيالات عبر اختراقات واسعة للجدران الإيرانية، فقائمة الاغتيالات قد طالت حزمة واسعة من الشخصيات الإيرانية لم تعد أصابع اليدين كفيلة باحتوائها، وليس مستبعداً أن يضاف مقتل رئيسي إلى قائمة الاغتيالات إياها مع يقين أن إيران بأجهزتها الاستخبارية باتت عاجزة عن حماية منشآتها وشخصياتها كما اغتيال حلفائها فالوقائع تقول أن إيران باتت بيتاً بلا بوابة.
هذا واحد من الاحتمالات التي لايجوز استبعادها، كما سيكون تأكيدها ضرباً من المغامرة إن لن تتوفر المعلومات الكفيلة بتأكيدها، فيما سيحضر حتى اللحظة احتمال أن يكون سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناتج خلل فني وعاصفة طبيعية، وفي حال كهذا فاستبدال رئيسي لن يكون بالأمر الصعب على النظام الإيراني الذي يحتكم إلى مرجعية المرشد الذي يختار بدوره من سيكون رئيس الغد ما بعد رئيسي الأمس، فالرئيس القادم لابد سيخرج من معطف علي خامنئي دون استبعاد أن يكون من المتشددين الإيرانيين وهو الحدث المنتظر لما بعد أشهر قليلة.
بالنتيجة، وقائع الراهن تقول بـ :
ـ مقتل الرئيس رئيسي دون إضافة اغتيال أم إضافة قضاء وقدر.
وريثما ينطق الإيرانيون بواحدة من المفردتين ستكون المنطقة أمام قلق الاحتمال وقلق ما سيرسم من بعده.
المؤكد من مجمل المشكوك فيه:
ـ إيران مخترقة على المستوى الأمني إلى الحدود التي باتت مقابرها ممتلئة بقيادات إيرانية كان أبرزهم وحتى وقت قصير هو قاسم سليماني واليوم يأتي رئيسي ليحل محله تحت عنوان:
ـ الشخصية الأبرز.