افهموها.. لاركّاب مجانيين في قاطرة دونالد ترامب
زاوية مينا
ما الذي سيكون عليه حال الشرق الأوسط ما بعد العودة المظفّرة لدونالد ترامب؟
هو السؤال الذي شغل وسيشغل الشرق اوسطيين دولاً وشعوباً، حكاماً ومحكومين.
وسيتبع السؤال:
ـ هل سيكون التأثير سياسياً أم اقتصادياً، عسكرياً أم أمنياً؟
البعض يتعامل مع عودة دونالد ترامب باعتباره سيحدث زلزالاً استراتيجياً في المنطقة، مع سؤال لاحق:
ـ هل سيغيّر ترامب من نهجه الذي تبناه في ولايته الأولى من يناير 2017 إلى يناير 2020 ويعيد النظر في سياساته وتوجهاته بشكل مختلف؟
فلسفة ترامب، وربما يصح تسميتها بالعقيدة السياسية لدونالد ترامب، تركزعلى منظورين أساسيين: العقيدة السياسية والعقيدة الأمنية، العقيدة السياسية عند ترامب يركز فيها عند ما يسمونه “الراكب بالمجان”، فالولايات المتحدة الأمريكية لن تقدم أي دعم لأي من الحلفاء أو أي من المنظمات الإقليمية والدولية إلا إذا كان ذلك يتوافق مع المطالب الاستراتيجة للولايات المتحدة، وإلا إذا كانت مدفوعة، وبالتالي العقيدة السياسية هنا ومعناها “لامجال للاتفاقات والمعاهدات الدولية إلا إذا كان هذا يصب في استرتيجيات الولايات المتحدة” وبالتالي فإن النظر إلى سياساته مع دول الشرق الأوسط ومن بينها الدول العربية ستكون من هذا المنظور.
كان ترامب في ولايته السابقة قد أدار المنطقة بما يسمى “الإدارة بالأزمات”، وكان جاريد كوشنر “صهره” قد تسبب في خلق أزمات، واليوم وقد ظن الكثيرون أن تغييب كوشنر عن احتفالات نصر ترامب يعني استبعاده عن مستقبل إدارة ترامب لحقبة ترامب المقبلة، قد يكونوا مخطئين في ظنهم، فـ”كوشنر” يمتلك أرضية كبيرة بين رجال الأعمال والشركات في الدول العربية، وتحديداً في دول الخليج العربي، وبالتالي يمكن أن يكون عراباً لاتمام صفقات أو تسوية بعض الملفات من خلف الستار.
مبدئياً وبعد الاعتراف بأن جاريد كوشنر سيكون من أهم الشخصيات النافذة فلابد أن يعود لملف التطبيع السعودي / الإسرائيلي المرتبط بملفات اقتصادية ضخمة وللرجل صلات عميقة مع الصندوق السيادي للمملكة.
هذا سيأتي في مرحلة ما بعد إيقاف الحرب في غزة ولبنان، فإذا ما انسحبت إسرائيل من قطاع غزة فرهان ترامب في هذه المرحلة سيكون على إدارة مشتركة أو تنسيقاً أمنياً ما بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، دون استبعاد السيناريو القائل بقوات مشتركة، ولكن هناك عوائق أمام هذا السيناريو وهي العوائق التي يمكن لفصائل الاعتراض الفلسطيني أن تخلقها، فالإدارة المشتركة هذه لابد وتتطلب توافق الأطراف المحلية للنزاع وهذا ليس بالأمر المضمون والمؤكد.
مصر لابد وتكون شريكاً استراتيجياً في هذا السيناريو، وكذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، وإذا قبلت الدولتان بهذا السيناريو فلابد أن يكون هذا بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية، وستكون المرحلة اللاحقة هي إعادة إعمار غزة ولابد ستقبل الحكومة الإسرائيلية بهذا.
هنا سيكون ثمة ملفين أساسيين في مستقبل إدارة ترامب:
ـ الملف التركي، والملف الإيراني.
علاقات تركيا مع الإدارة الديمقراطية السابقة كانت بالغة التوتر، بدءاً من إدارة أوباما وصولا لإدارة بايدن، ففي هذه الفترة تعرضت تركيا إلى محاولتي إنقلاب، الأولى 2013 والثانية 2016وكانت وزارة الخارجية التركية قد اتهمت الإدارتين الامريكيتين الديمقراطيتين بالوقوف وراء محاولتي الإنقلاب، هذا بالإضافة للحساسيات الكبرى ما بين تركيا والإدارتين الديمقراطيتين عقب دعمهما للكرد وقوات الـ”بي كي كي” في سوريا، أما في حقبة ترامب فبوسع تركيا أن تقدم نفسها كحليف استراتيجي للإدارة الامريكية ومنها إلى إدارة ملفات كالملف الروسي مع الاخذ بالاعتبار حسن علاقتها بموسكو التي لا يناصبها دونالد العداء، ولكن سيبقى الملف الكردي هو أخطر ما يواجه تركيا وما يتسبب لها بالإقلاق، وبالتالي كلما ابتعد ترامب عن الكرد كلما تعززت علاقاته بتركيا، وهذا ممكن ووارد بل ومتوقع.
الأكثر حساسية من بين مجموع الملفات التي سيواجهها ترامب هو “الملف الإيراني” فكيف حاله؟
ثمة خلفية سابقة، ففي ولايته السابقة ورث ترامب ما يسمى بـ “الاتفاق الإطاري” 2015 بين إيران ومجموعة الدول الخمس زائد واحد وهو المانيا، وفي عهده السابق قام ترامب بإلغاء هذا الاتفاق وفرض المزيد من العقوبات على إيران وتوج سياساته مع إيران باغتيال قاسم سليماني، أما اليوم فمعظم التوقعات تفيد بأنه لن يدخل مواجهة مباشرة مع ايران مع احتمال أن يعطي الضوء الأخضر لأطراف في المنطقة بإحداث أزمات مع إيران ليقبض هو الثمن.
كل ما سبق سيكون تحت عنوان :
ـ لاركّاب مجانيين في قاطرة دونالد ترامب.
سيشمل هذا دول الشرق الأوسط تماماً كما سيطال المجموعة الأوروبية التي:
ـ لن يحكّ ظفر دونالد ترامب جلدها.