الأزمة تتصاعد.. منع متبادل لهبوط الطائرات بين لبنان وإيران
مرصد مينا
تشهد الأجواء بين لبنان وإيران توتراً متزايداً بعد أن منعت طهران طائرتين لبنانيتين من إعادة عشرات المواطنين اللبنانيين في إيران، وذلك كرد على قيام السلطات اللبنانية بمنع طائرة إيرانية من الهبوط في أحد مطاراتها.
تأتي هذه التطورات في أعقاب مزاعم إسرائيلية بأن إيران تستغل الطائرات المدنية لنقل الأموال إلى حزب الله، مما دفع لبنان إلى اتخاذ هذا القرار.
وكانت السلطات اللبنانية قد منعت خلال الأسبوع الجاري طائرة إيرانية من الهبوط على أراضيها، استناداً إلى تقارير استخباراتية إسرائيلية تدعي أن طهران تقوم باستخدام الرحلات الجوية المدنية لنقل أموال لدعم تسليح حزب الله.
ووفقاً لما ذكره المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الجمعة، فإن إسرائيل وجهت تهديداً لطائرة ركاب إيرانية كانت متوجهة إلى بيروت، الأمر الذي أدى إلى تعطل جدول الرحلات الجوية المنتظمة بين البلدين.
وفي خطوة تصعيدية، رفضت إيران السماح للطائرتين اللبنانيتين بالهبوط على أراضيها، ما أدى إلى تقطع السبل بعدد من المواطنين اللبنانيين الذين كانوا قد سافروا إلى إيران لأداء شعائر دينية.
وكان من المقرر أن يعود هؤلاء على متن طائرة تابعة لشركة “ماهان للطيران” الإيرانية، إلا أن قرار الحظر اللبناني حال دون ذلك، وتم الاستعانة بطائرات لبنانية.
وقال السفير الإيراني في بيروت، مجتبى أماني، إن إيران لن تسمح للطائرات اللبنانية بالهبوط على أراضيها ما لم يُسمح للطائرات الإيرانية باستئناف رحلاتها إلى بيروت دون قيود.
وأضاف أن بلاده تعتبر أن من حقها تشغيل الرحلات الجوية إلى لبنان كما كان الأمر سابقاً، دون تدخلات سياسية أو أمنية.
من جانبه، صرح وزير الخارجية اللبناني، جو رجي، بأن الوزارة تعمل بالتنسيق مع نظيرتها الإيرانية لإيجاد حل لهذه الأزمة، مشيراً إلى أن بيروت تسعى لتجنب أي تصعيد إضافي في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المعقدة في المنطقة.
وفي الداخل اللبناني، أثارت هذه التطورات ردود فعل متباينة، حيث دعا النائب عن جماعة “حزب الله”، إبراهيم الموسوي، الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سيادة البلاد على كافة مرافقها العامة، وخاصة المطار، مشدداً على ضرورة عدم الرضوخ لأي ضغوط خارجية تمس بالسيادة الوطنية.
وفي تصعيد ميداني، شهد محيط مطار بيروت احتجاجات واسعة من قبل أنصار “حزب الله” المدعوم من إيران، حيث قام العشرات منهم بقطع الطرق تعبيراً عن رفضهم للقرار اللبناني القاضي بمنع الطائرات الإيرانية من الهبوط في البلاد.
وتأتي هذه الأزمة في سياق توترات مستمرة بين إسرائيل وإيران، حيث حذرت إسرائيل في مناسبات سابقة من أنها ستتخذ إجراءات ضد أي محاولات لتهريب الأسلحة أو الأموال إلى “حزب الله” عبر الرحلات الجوية.
وفي سبتمبر الماضي، قامت وزارة النقل اللبنانية بمنع طائرة إيرانية من دخول الأجواء اللبنانية، بعد تلقيها تحذيرات مباشرة من إسرائيل تفيد بأنها ستستهدف الطائرة بشكل فوري إذا هبطت في مطار بيروت، مما أجبر الطائرة على العودة.
