الأمم المتحدة: الهجمات الإسرائيلية على مواقع توزيع المساعدات في غزة تشكل “جريمة حرب”

مرصد مينا

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، اليوم الثلاثاء، إن “الهجمات القاتلة” التي استهدفت مدنيين قرب مواقع توزيع المساعدات في قطاع غزة تشكل “جريمة حرب” بموجب القانون الدولي.

وأكد تورك في تصريحاته أن “الهجمات على مدنيين يائسين يحاولون الحصول على كميات زهيدة من المساعدات الغذائية في غزة غير مقبولة على الإطلاق، وأن هذه الهجمات تعد خرقاً جسيماً للقانون الدولي”.

حصيلة القتلى والظروف الميدانية

وفي وقت سابق من نفس اليوم، أفادت مصادر طبية في غزة بارتفاع عدد القتلى أمام مركز توزيع المساعدات في مدينة رفح إلى 30 قتيلاً جراء إطلاق نار من القوات الإسرائيلية.

ونقل الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، لوكالة فرانس برس أن القتلى والجرحى تم نقلهم إلى مستشفى ناصر في خان يونس، مشيراً إلى أن إطلاق النار جاء من دبابات وطائرات مسيرة استهدف آلاف المواطنين الذين تجمعوا قرب دوار العلم غرب رفح، وهم في طريقهم إلى مركز المساعدات الأميركي للحصول على مساعدات غذائية.

الرد الإسرائيلي

من جانبها، زعم الجيش الإسرائيلي في بيان أن إطلاق النار جاء “بعد رصد عدد من المشتبه بهم وهم يتجهون نحو القوات بشكل عرض حياتها للخطر”.

أضاف البيان: “أننا على علم بسقوط قتلى ونحقق في الواقعة”، مدعياً أن قواته “لا تمنع سكان غزة من الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات”

موقف الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان

وأعربت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ من العرقلة المتعمدة لوصول المدنيين إلى الغذاء والإمدادات الضرورية، مشيرة إلى أن ذلك قد يشكل “جريمة حرب”.

ودعت المفوضية إلى إجراء تحقيق سريع ونزيه في الهجمات التي تستهدف الفلسطينيين في محاولتهم الحصول على المساعدات.

في السياق نفسه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى فتح تحقيق مستقل في سقوط القتلى والجرحى قرب مراكز توزيع المساعدات في غزة، ما أثار رد فعل غاضباً من الحكومة الإسرائيلية.

رد وزارة الخارجية الإسرائيلي

وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أورن مارمورشتاين، تصريحات غوتيريش بأنها “وصمة عار”، منتقداً الأمين العام للأمم المتحدة لعدم ذكر حركة حماس أو رفضها مقترحات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وأوضح مارمورشتاين في منشور على منصة “إكس” أن “حماس هي التي تطلق النار على المدنيين وتحاول منعهم من جمع طرود المساعدات”.

السياق العسكري والسياسي

في ظل هذه الأحداث، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته البرية ضد حركة حماس في قطاع غزة، بعد فشل المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في التوصل إلى اتفاق.

وقال الجيش إنه “قضى خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية على عدد من المسلحين ودمر مخازن أسلحة ومنشآت تحت الأرض وفوقها”.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في القطاع 54,400 منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.

هذه التطورات تأتي في ظل تصاعد الأوضاع الإنسانية والسياسية المتدهورة في قطاع غزة، وسط دعوات متزايدة من المجتمع الدولي لوقف العنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى