الأمم المتحدة تحذر من كارثة جوع حاد في السودان
مرصد مينا
أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الغذائي في السودان حيث يعاني حوالي 26 مليون شخص من الجوع الحاد، بسبب الصراع المستمر في البلاد منذ أكثر من عام. وهذا الرقم على سبيل المثال يعادل جميع سكان أستراليا.
وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، “ستيفان دوجاريك”، أمس الأربعاء، أن معاناة الناس في السودان تتفاقم بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتحديات الوصول إليها، وتأثير الصراع.
وقال دوجاريك:“من بين هؤلاء ، هناك 750 ألف شخص على بعد خطوة واحدة فقط من الجوع ، وهو ما يعني بالنسبة لنا المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي”.
وأشار إلى أن سعر الغذاء المحلي ارتفع الشهر الماضي بنسبة 16 في المائة مقارنة بشهر مايو، وهو أيضا أعلى بنسبة 120 في المائة مقارنة بشهر يونيو من العام الماضي.
وأضاف “دوجاريك” بحسب ما نقل عنه إعلام الأمم المتحد:”من المتوقع أن تزداد معاناة الناس سوءا مع بدء موسم الأمطار فمعبر الطينة الحدودي – الذي يُستخدم لنقل البضائع من تشاد إلى منطقة دارفور – غير متاح حاليا بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات، لافتا إلى أن العديد من الطرق في الجزء الجنوبي من السودان غير سالكة أيضا”.
وأردف قائلا:”يواجه الناس في السودان السيناريو الأسوأ، ويحتاج المجتمع الإنساني بشكل عاجل إلى الوصول عبر جميع الطرق الممكنة لتجنب المزيد من التدهور في الوضع”، مؤكدا أن “التمويل الإضافي ضروري أيضا، فحتى اليوم لم يتم تمويل النداء الإنساني للسودان إلا بنسبة 30 في المائة”.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود قالت الاثنين الماضي، إن المدنيين في السودان يعانون من مستويات عنف مروعة ويواجهون هجمات متكررة وانتهاكات وذلك بعد مرور أكثر من عام على بدء الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقالت المنظمة الدولية غير الحكومية في تقرير إن الإصابات الجسدية والنفسية الناجمة عن العنف تفاقمت بسبب انهيار النظام الصحي وغياب استجابة دولية للأوضاع الإنسانية، مؤكدة بأن فرقها عالجت الآلاف من جرحى الحرب في المناطق المتضررة من القصف للمباني السكنية والبنية التحتية.
وكانت الحرب بين الطرفين اندلعت في أبريل 2023، بسبب خطة لدمج الجيش والقوات شبه العسكرية في ظل عملية انتقالية كان من المفترض أن تؤدي لانتخابات بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في عام 2019.
وخلال الفترة الماضية، فشلت جهود الوساطة في وقف الأعمال القتالية. ولا توجد بيانات دقيقة عن عدد القتلى.
لكن وفقا للأمم المتحدة، فإنه منذ بداية الصراع قتل أكثر من 15 ألف شخص، وأصيب 26 ألفا آخرون وأجبر حوالي 10 ملايين على مغادرة منازلهم.