fbpx
أخر الأخبار

الأهوازيون يعلنونها: هاتوا ماء وخذوا المهدي المنتظر

ـ هاتوا ماء، نحن عطشى.

لاماء، كان ذلك رد السطات الإيرانية على الاهوازيين، بعد أن خرج المتظاهرون وعلى مدى اسبوع كامل في “خوزستان” ذات الأغلبية العربية في إيران.

السلطات الأمنية ردت بحملة قمع بهدف إخماد هذه المظاهرات التي تأتي في وقت تشهد فيه البلاد مرحلة انتقالية استعدادا لتولي الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي، منصبه بصفة رسمية.

تعطلت  خدمة الإنترنت، وأسفرت الاضطرابات عن مقتل 3 أشخاص على الأقل، ولكن الاحتجاجات الشعبية الجديدة امتدت إلى مدن فارسية، بما في ذلك العاصمة طهران ومشهد، حيث أبدى المتظاهرون تضامنا مع خوزستان.

وهتف المتظاهرون ضد خامنئي ورددوا “لا نريد جمهورية إسلامية” في خوزستان، بينما شهدت طهران هتافات مماثلة في محطة مترو الأنفاق.

دوافع الغضب الشعبي الجديد في المنطقة هو “التمييز العنصري من خلال تعمير المدن الفارسية الصحراوية مثل أصفهان وكرمان على حساب تدمير إقليم خوزستان”.. تلك حقيقة فالنظام بنى السدود في خوزستان لتحويل مجرى المياه إلى المدن الصحراوية الفارسية وسط البلاد، وهذا ما يجعل الاهوازين عطشى.

موجة الغضب الجديدة في خوزستان تمثل تحديا جديدا للنظام الإيراني الذي يملك ملفات مؤرقة، وسط مخاوف من أن تكون احتجاجات المياه شرارة لاشتعال مظاهرات أكبر في بقية مدن البلاد.. هكذا تقول التنوقعات، فبالرغم من أن شرارة الغضب كانت بسبب شح المياه المخصصة للشرب والزراعة، فإن لهذه الاحتجاجات إطار تاريخي.

وهكذا نسمع من يقول “لا يمكن إخراج المظاهرات من سياقها التاريخي منذ احتلال الأهواز التي كانت تحت الحكم الذاتي … حيث تعرض أهل المنطقة إلى مجازر كبرى على خلفية سرقة النظام لثروات المنطقة”.

الناس غاضبون بسبب تجفيف الأنهار التي تسببت في شح المياه، إلا أن علم الأهواز رفع خلال الاحتجاجات من قبل بعض الفئات في مدينتي الخفاجية والفلاحية، حتى بات الاهوازين يطالبون بالانفصال.

سكان محافظة خوزستان ذو الأصول العربية يقعون تحت وابل من التمييز العنصري والإهمال مع الأنظمة الإيرانية المختلفة منذ عهد الشاه رضا بهلوي الذي ضم المنطقة إلى الدولة الفارسية العام 1925 واستمر الوضع خلال النظام الإسلامي الحالي.

وفي 2005، هزت المحافظة صدامات دامية وتفجيرات عدة. وفي المظاهرات الحالية، طالب المحتجون باستقالة كبار المسؤولين، بمن فيهم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وهو صاحب القول الفصل في البلاد.

وهكذا تنقل محطات تلفزيونية عن مواطن أهوازي “ظللنا نصرخ: نريد الماء، ليس لدينا ماء. لكنهم ردوا علينا بالعنف والرصاص”.

الرئيس الطازج إبراهيم رئيسي، المعروف بموافقة المتشددة تجاه المعارضة السياسية، يواج اليوم اختبارا حقيقيا في كيفية التعامل مع مظاهرات خوزستان، في ظل رغبة طهران بتخفيف الأوضاع الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الأميركية من خلال العودة للاتفاق النووي.

لكن المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران الجارية في فيينا منذ أبريل الماضي لإعادة إحياء اتفاقية 2015، توقفت نهاية يونيو، فيما يتوقع أن تعقد جولة جديدة من المفاوضات في أغسطس المقبل بعد أداء رئيسي لليمين الدستورية.

في هذا الإطار، يرجح أن يتعامل النظام مع الاحتجاجات بهدوء ويلجأ للتهدئة في هذه المرحلة تحديدا.

في المعلومات كان  النظام الإيرني قد لجأ لبناء السدود في المنطقة لنقل المياه إلى المدن الفارسية في الصحراء، موضحا أن “هور الحويرة” الممتد مع العراق مزدهر في الجانب العراقي بعكس الجانب الإيراني الذي يعاني من الجفاف ودمار الحياة البيئية فيه، وهكذا فالدولة سرقت مياه الأنهار من المدن الأهوازية عبر بناء السدود وتحويل المياه للمدن والقرى الفارسية على حساب محافظة خوزستان.

وتعتبر المقاطعة الواقعة جنوب غرب إيران، منطقة غنية بالنفط والغاز والمياه، باعتبار أن أغلب حقول النفط الإيرانية تقع في خوزستان التي ينسب لها أكثر من ثلثي إنتاج البلاد النفطي عام 2016، بحسب التقديرات الرسمية.

وكانت أراضي مدن خوزستان مزدهرة زراعيا ذات يوم ومليئة بأشجار قصب السكر والقمح والشعير. لكن مع ندرة المياه، ذبلت المحاصيل الزراعية ونفقت الماشية من العطش.

وهكذا فإن  خوزستان تعد “منطقة ثرية جدا يعيش فيها واحد من أفقر الشعوب في العالم”.

تظاهرات خوزستان، لابد لها ما بعدها، وما بعدها ليس ماقبلها.

الخوزستانيون، يريدون ماء.. الجماعة عطشى، ولن يكونوا بانتظار “مهدي منتظر”.

إنهم بانتظار الماء.

الماء الذي “جعلنا منه كل شيء حي”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى