fbpx
أخر الأخبار

الإسلامي في الحزب العلماني.. صراع الديكة على تلة إسطنبول

زاوية مينا

تظاهرات واسعة وانهيار لليرة التركية، أما الاحتمالات فهي أوسع من حدود الحدث، أما عنوان الحدث فهو “رجل المعارضة التركية أكرم إمام أوغلو في اختبار الساياسة والقضاء”.

أما الحكاية فلابد ولها ملخصها، فأكرم إمام أوغلو سبق وسار على خطى خصمه رجا طيب أردوغان في التسعينيات يوم وضع يده على بلدية استنبول القوة الاقتصادية الكبرى في تركيا، إلى جانب قيادتهما لأكبر مدينة في البلاد، ينحدر كلاهما من أصول عائلية في منطقة شرق البحر الأسود، وقد أعاقت المحاكم التركية مسيرتهما السياسية.

في شبابهما، كان كلاهما شغوفا بكرة القدم أيضا، وبينما يشتركان في قدرة قوية على جذب الناخبين، إلا أنهما يختلفان عندما يتعلق الأمر بالسياسة. وهو ما قالها إمام أوغلو سابقا “أفكارنا متعارضة إلى حد كبير”.

إمام أوغلو يتزعم حزب الشعب الجمهوري العلماني، بيْد أن نجاحه السياسي تقابله سلسلة من التحديات القانونية التي يصفها البعض بأنها محاولات لكبح طموحاته الرئاسية لعام 2028 ـ فما هي هذه التحديات القانونية التي تواجه الرجل؟

أحدث هذه التحديات كان توقيفه بتهم فساد، أربعاء الأسبوع الفائت، في خطوة أثارت ردود فعل واسعة في تركيا، في مقدمتها حزب الشعب الجمهوري المعارض، الذي وصف الخطوة على لسان رئيسه أوزغور أوزيل، بأنها “محاولة انقلاب ضد رئيسنا القادم”.

جاءت هذه الخطوة بعد يوم من إلغاء جامعة إسطنبول شهادته، في خطوة تعرقل مشواره للرئاسة، حيث يشترط على المرشحين للرئاسة في تركيا الحصول على شهادة تعليم عالٍ.

ردود الأفعال ربما كانت أوسع من حدود التظاهرات فحسب فهذا منصور يافاش، رئيس بلدية أنقرة والشخصية المحبوبة الأخرى في حزب الشعب الجمهوري، يندد بهذه الخطوة ويصفها بأنها “ضربة للديمقراطية”، ويعلن تعليق ترشحه للرئاسة حتى يُحل ما وصفه بـ”الظلم” الذي تعرض له إمام أوغلو.

في تغريدة على منصة “إكس”، كتب رئيس بلدية أكرم إمام أوغلو “مئات عناصر الشرطة وصلوا إلى منزلي. أسلّم نفسي إلى الشعب”. وأضاف “الشرطة تدهم منزلي، إنهم يطرقون باب منزلي.. أثق بأمتي”.

وللرجل محطات في سيرته الشخصية الأبرز منها: ـفي عام 2021، أُدين إمام أوغلو بتهمة التشهير لوصفه مسؤولي الانتخابات في إسطنبول بـ”الحمقى”، وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين وسبعة أشهر. استأنف الحكم، لكن النتيجة لا تزال معلقة، حيث دفع التهديد المستمر بالسجن حزب الشعب الجمهوري إلى عدم ترشيحه للانتخابات الرئاسية لعام 2023 وُجهت إليه تهمة فساد أخرى في عام 2023، يقال إنها مرتبطة بتزوير مناقصات أثناء توليه منصب رئيس بلدية بيليك دوزو، إحدى مقاطعات إسطنبول.

ـ في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رفع أردوغان دعوى قضائية ضد إمام أوغلو بتهمة التشهير، مما أثار احتمال محاكمته بتهمة إهانة الرئيس – وهي جريمة تصل عقوبتها إلى السجن أربع سنوات.

ـ في يناير/كانون الثاني، فتح الادعاء تحقيقين جديدين حول تصريحاته بشأن المدعي العام في إسطنبول وخبير عيّنته المحكمة في قضايا ضد بلديات يديرها حزب الشعب الجمهوري.

فيما تبقّى يحكي عنه عارفوه بأنه “مسلما ملتزما دينيا في حزب علماني”، ويعتقد مراقبون أن الرجل يمكنه جذب جميع شرائح ناخبي المعارضة، سواء كانوا أتراكا أو أكرادا، سُنة أو علويين، شبابا أو كبارا. وقد اتبع نهجا حذرا في التعامل مع قضايا حساسة، مثل زواج المثليين المحظور في تركيا.

وقال في مقابلة تلفزيونية عام 2020: “أنا شخص يحترم الحريات… لكن مجتمعنا ليس مستعدا بعد للسماح بزواج المثليين”. شكري كوتشوك شاهين، الذي عمل معه في الحملة الانتخابية لعام 2019، قال لوكالة فرانس برس: “يتواصل إمام أوغلو جيدا مع الجمهور، فهو يُقدم إجابات صادقة، ويستطيع التواصل بسهولة مع الناس”.

لكنه، مثل أردوغان، يتمتع إمام أوغلو أيضا بـ”مزاج البحر الأسود”، بحسب شاهين. في إشارة إلى الأشخاص المعروفين بصراحتهم وعنادهم الشديد في كثير من الأحيان.

وهكذا ثمة ديكين يتصارعان على التلّة التركية، كل التوقعات تفيد بأن لرجب طيب أردوغان، ما يكفي ليكون الأخطبوط، فيما لن يكون بوسع أكرم إمام اوغلو سوى: ـ الصياح. الصياح وإن من رأس التلّة.. تلة إسطنبول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى