الإيرانيون.. سلطة جائرة وتعتيم إعلامي
يعاني الشعب الإيراني، في ثورته الأمرين، فقد اجتمعت عليه قسوة السلطة، وتعتيم إعلامي كبير، مئات القتلى والمصابين بيد النظام الإيراني الذي علّم الأسد فنون قتل السوريين، وبذات الطريقة تقتل طهران معارضيها.
وفي أحدث تقاريريها أكدت منظمة العفو الدولية أن الحكومة الإيرانية من أعلى الهرم قد أصدرت أوامر بقتل المتظاهرين مباشرةً، وذلك بحسب فيديو تعريفي أطلقته المنظمة الدولية فجر اليوم الثلاثاء، أكدت من خلاله، أنه عبر القنص من فوق الأسطح، والمروحيات، وملاحقتهم في الطرقات بالهروات والعصي، هكذا قضى عشرات المحتجين في إيران، كما أظهرت المنظمة الدولية، بعض المشاهد الصادمة كيف تمت ملاحقة المحتجين الذين نزلوا إلى الشوارع، اعتراضاً على ارتفاع أسعار البنزين بشكل كبير.
كما لفتت منظمة العفو الدولية في تقريرها، إلى أن بعض الجثث كما الجرحى “سحبوا” من المستشفيات، مؤكدة مقتل أكثر 140 محتجاً وفقاً لتقارير موثقة.
وأوضحت منظمة العفو الدولية، أن 143 متظاهراً على الأقل قتلوا في مختلف أنحاء إيران بالاحتجاجات التي أعقبت ارتفاع أسعار الوقود في 15 تشرين الثاني، وقالت المنظمة التي تتخذ من العاصمة البريطانية “لندن” مقراً لها إنه “وفقاً لتقارير موثوق بها . . . بلغ عدد القتلى 143 شخصاً على الأقل، وقد نجمت جميع الوفيات تقريباً عن استخدام الأسلحة النارية”، لافتة إلى أن أحد الأشخاص قضى بعد استنشاقه الغاز المسيل للدموع، وآخر بعد تعرضه للضرب.
تابعت المنظمة في تقريرها: “نعتقد أن عدد القتلى أعلى بكثير”، مشيرة إلى أن التحقيقات حول ذلك ما زالت مستمرة، كما دعت المجتمع الدولي إلى إدانة إراقة الدماء.
كما أفاد بيان منظمة العفو بأن “مقاطع الفيديو التي تم التأكد منها تظهر أن قوات الأمن أطلقت النار عمداً على متظاهرين غير مسلحين من مسافة قصيرة، وفي بعض الحالات، أطلقت النار على المتظاهرين أثناء فرارهم. كما تظهر أن قوات الأمن أطلقت النار من فوق أسطح المنازل”، موضحة أن الحملة نفذتها الشرطة والحرس الثوري والباسيج “وغيرهم”.
وقال رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط في المنظمة “فيليب لوثر” إن “رد فعل المجتمع الدولي الحذر للقتل غير القانوني للمتظاهرين غير كافٍ على الإطلاق”، مشدداً على وجوب إدانة عمليات القتل هذه بأقوى العبارات الممكنة، ووصف هذه الأحداث كما هي عليه، ألا وهي “الاستخدام القاتل وغير المبرر بتاتاً للقوة بغية سحق المعارضة”.
بدوره أعلن المتحدث باسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة “شاهين قبادي”، على تويتر مساء أمس الاثنين، أن العدد المؤكد لقتلى المحتجين في إيران بلغ 400 شخص، لافتاً إلى أن العدد الفعلي أعلى من ذلك.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي