البشر على الطريق لحل لغز المنطقة الغامضة على كوكبهم
بدأت ناسا منذ مساء أمس الخميس بدراسة الجزء الغلاف الجوي للأرض، وهو القسم الأخير الفاصل بين الأرض والفضاء والذي يتعرض بشكل دائم للقصف الفضائي والضغط الأرضي لذا فإنه متقلب بشكل مستمر.
وأطلقت إدارة الفضاء والطيران الأمريكية “ناسا” على القمر الصناعي الذي أوكلت إليه هذه المهمة اسم “أيكون” وهو اختصار بـ “مستكشف الاتصال الأيونوسفيري -الغلاف المتأين-” وقد وصل أيكون إلى مداره بعد تأجيل لمدة عامين، بعد أن أنزل من طائرة تحلق فوق المحيط الأطلسي قبالة ساحل ولاية فلوريدا الأميركية.
وقالت مديرة قسم الفيزياء الشمسية في ناسا “نيكولا فوكس”: “هذه الطبقة المحمية هي قمة أجوائنا إنها حدودنا مع الفضاء”، وأضافت “فوكس” إن هناك الكثير مما يحدث في هذه المنطقة لا تسببه الشمس، مشيرةً إلى أن الأعاصير والزوابع وغيرها من الظروف الجوية القاسية على الأرض تضيف طاقة أيضاً.
و”الأيونوسفير” الذي سيدرسه القمر الصناعي “أيكون” هو الجزء المشحون من الغلاف الجوي العلوي الذي يمتد لعدة مئات من الكيلومترات للأعلى، وهو في حالة تقلب مستمر حيث يقصفه الطقس الفضائي من الأعلى، وطقس الأرض من الأسفل، وأيكون هو قمر صناعي بحجم ثلاجة كما قالت “ناسا” أوكلت إليه مهمتان الأولى، دراسة التوهج الليلي المتشكل من الغازات في الأيونوسفير، والثانية سيقيس البيئة المشحونة حول المركبة الفضائية التي يبلغ ارتفاعها 580 كيلومتراً.
يشكل الأيونوسفير والأرض “دليلًا موجيًا” تستطيع بواسطته الإشارات الراديوية ذات التردد القصير جدًا أن تنتشر أو “ترتد” في أنحاء الأرض، وللغلاف الأيوني أهمية أساسية للحياة البشرية، حيث يؤثر في انتشار الراديو إلى أماكن بعيدة على الأرض وبين الأقمار الصناعية والأرض، بالنسبة للأمواج ذات التردد القصير جدًا (VLF) التي تتعقبها مراقبات طقس الفضاء، ينتج الغلاف الأيوني وسطح الأرض “دليلًا موجيًا” تستطيع الإشارات الراديوية بواسطته الارتداد وشق طريقها حول الأرض المنحنية.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي