التصعيد الإيراني الأمريكي.. الخليج يسخن ولبنان يغلي
كلما ارتفع منسوب التصعيد في المنطقة ارتفعت مخاوف اللبنانيين من انخراط “حزب الله” في المواجهة العسكرية إلى ;جانب إيران، خصوصاً أن أمين عام الحزب حسن نصر الله جاهر في أكثر من إطلالة “أن حزبه لن يقف مكتوف الأيدي ;عند أي هجوم على إيران”. وتعليقاً على هذه المخاوف، أوضح وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل أفيوني في تصريحات متلفزة: “أن الحكومة اللبنانية ملتزمة بسياسة النأي بالنفس وحريصة على استمرار العلاقات القوية والأخوية والاستراتيجية مع دول الخليج، لذلك فإن من مصلحتنا كلبنانيين المحافظة على الاستقرار وحماية أمن الشعوب الشقيقة في الخليج”. وتلقى رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ;لحضور الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامية التي ستعقد في مكة المكرمة في 31 أيار الجاري والأول من ;حزيران المقبل “للبحث في أوضاع الأمة الإسلامية”. ويرأس الوفد اللبناني إلى قمة مكة المكرمة رئيس مجلس الوزراء ;سعد الحريري. وأمل أفيوني المحسوب على الرئيس نجيب ميقاتي “أن تخرج هذه القمة التي ستبحث في تطورات الأوضاع في المنطقة، ;بقرارات تُجنّب المنطقة المواجهة العسكرية”، مؤكداً “أن لا مصلحة للبنان بتجاوز الأمور الخطوط الحمراء”. وفي السياق، اعتبر المحلل العسكري والباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية العميد نزار عبد القادر في ;تصريحات تلفزيونيةأن لبنان لن يكون بمنأى عن أي اشتباك جدّي في المنطقة بين أميركا والحرس الثوري الإيراني. وكشف أن “حزب الله تلقّى منذ أيام تعليمات من قائد فيلق القدس قاسم سليماني بفتح نيران صواريخه على إسرائيل إذا ;تعرّضت إيران لهجوم عسكري”. كما أشار إلى “أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي حذّر الدولة اللبنانية من مغبّة أي عمل عسكري يقوم به حزب الله”، مشدداً ;على “أن أولويات إيران و”حزب الله” تعلو فوق المصالح كافة حتى لو كان الحزب جزءاً من الحكومة اللبنانية التي اعتمدت سياسة النأي بالنفس تجاه الصراعات في المنطقة”. وبحسب تقارير إعلامية حملت زيارة نائب مساعد وزير الخارجية دايفيد ساترفيلد لبيروت في مهمة دبلوماسية لحلّ النزاع الحدودي البري والبحري بين لبنان وإسرائيل، رسائل من واشنطن إلى المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم بأنه في ;حال تجاوب “حزب الله” مع رغبة إيران في فتح جبهة عسكرية والتحرّك على الأرض لتنفيذ عمليات عسكرية تطال المصالح الأميركية، سيُكلّف لبنان الكثير، لأن الردّ سيكون قاسياً عبر وسائلنا، وما على لبنان الرسمي إلا اتّخاذ موقف ;واضح وليس فقط التنصل والشجب والاستنكار، بل يفترض عندها عزل الحزب سياسيا وإخراجه من الحكومة، لئلا ;يتعرض كل لبنان للعقوبات الأميركية والرد. تصعيد وجر إلى التفاوض ويُبدي الطرفان الأميركي والإيراني حرصهما على تجنّب الحرب، لأن كليهما يعرف أثمانها الفادحة، وأنها كفيلة بإشعال المنطقة من المحيط إلى الخليج، وأن أي حربٍ مهما بلغت ضراوتها لن تحقق النتائج المرجوة لأي منهما، لكن كليهما ;يسعى لجرّ الآخر إلى طاولة المفاوضات بشروطه، وأن يقدّم نفسه المنتصر على الآخر في عملية عض الأصابع. الا أن العمليات العسكرية والتخريبية المتكررة من الفُجيرة، إلى استهداف محطات ضخ للنفط في السعودية، إلى استهداف المنطقة الخضراء في بغداد تشير بحسب العميد نزار عبد القادر إلى “ارتفاع حرارة المواجهة لتبلغ درجة عالية ;من السخونة، فأي حدث “طارئ” في المنطقة قد يُشكّل اعتداءً مباشراً على القوات الأميركية وهو ما قد يؤدي الى انطلاق شرارة الحرب. فلا شيء مضموناً حتى الآن”. كما اعتبر “أن جبهة جنوب لبنان ستكون بمثابة الرصاصة الثانية في الحرب بعد انطلاقها ضد إيران”، لافتاً إلى “أن التصعيد القائم أفرز تحالفات سياسية لم يسبق أن شهدتها المنطقة في مراحل تاريخية
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.