التقى “باباجان”.. هل ينقلب الصهر على أردوغان؟
مرصد مينا – تركيا
أفادت مصادر صحفية تركية بأن وزير المالية التركي السابق “بيرات البيرق” صهر الرئيس رجب أردوغان، عقد لقاء مع علي باباجان زعيم حزب الديموقراطية والتقدّم “ديفا” المُعارض المُشكّل حديثاً.
وأثيرت تساؤلات عدّة عن سبب اللقاء بين البيرق وباباجان، نظراً لوقوفها على طرفي نقيض في المشهدين السياسي والاقتصادي للبلاد، مُستبعدين أيّ تقارب بينهما رغم عدم معرفة ما يدور في الخفاء وراء الكواليس، إلا أن تلك المصادر تحدثت أيضاً عن سعي أردوغان الحثيث للتجديد داخل حزبه الذي سيعقد مؤتمره العام في الربيع، بعد أن تعرّض لسلسلة من الانتكاسات على مدى السنوات الماضية، وانشقّ عنه شخصيات كبيرة سبق وأن استلمت مناصب مهمة في البلاد، وهو ما يُوحي بحاجة أردوغان لصهره في حزب العدالة للقيام بعملية تطهير واسعة وترتيب البيت الداخلي.
كان زعيم المعارضة التركية رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار، قد أثار مؤخراً قضية اختفاء 128 مليار دولار في عهد تولي، بيرات البيرق، لحقيبة وزارة المالية التركية، معتبراً أن هذه الأموال اختفت من خزينة البنك المركزي التركي، وأن الرئيس التركي هو المسؤول.
واعتقلت الشرطة التركية مطلع فبراير، ثلاثة أعضاء من فرع الشباب في حزب الشعب الجمهوري، وذلك على خلفية ملصق “مطلوب” الكلمة التي علت صورة بيرات البيرق، والذي اختفى عن الأنظار، بينما يتهمه الأتراك بتسببه بالأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تشهدها البلاد منذ نحو 3 سنوات. وجاءت الاعتقالات في أعقاب توزيع منشورات تدعو للبحث عن البيرق.
وأثار مكان وجود البيرق المجهول، منذ تنحيه عن رئاسة الفريق الاقتصادي التركي في نوفمبر وسط موجة جديدة من الاضطرابات في الليرة التركية، تقارير عديدة في وسائل الإعلام، تضمنت تكهنات المعلقين أنه سافر إلى لندن لتأسيس حياة جديدة، أو توجّه إلى الولايات المتحدة، من بين أقاويل أخرى.
وعلى الرغم من شائعات سرت مؤخراً في الشارع التركي تحدثت عن إمكانية عودة بيرات البيرق إلى الحكومة من بوابة وزارة أخرى أقل أهمية، إلا أنّ ما فعله في وزارة الخزانة والمالية، بحسب وسائل إعلام تركية، على مدى نحو عامين ونصف من سوء إدارة وكوارث كبرى تسببت بتفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد، دفعت بأردوغان للتخلّص من أيّ أثر لصهره في الوزارة وصندوق الثروة السيادية، قبل أن تُطيح تلك الكوارث بمستقبله السياسي وسط تصاعد الدعوات العام الماضي من قبل المعارضة والغالبية العظمى من الأتراك لإقالة البيرق وليس استقالته.
وعلى الرغم من كل تلك الخلافات، إلا أن مراقبين سياسيين استبعدوا أن يتخلّى أردوغان عن صهره نهائيا في المشهد السياسي، متوقعين أيضاً إمكانية عودة البيرق إلى وزارة الطاقة التي كان يعمل فيها لحين الانتخابات الرئاسية في 2018، وذلك على اعتبار أنّ هذه الوزارة لا تُلامس الأمور المعيشية اليومية للأتراك على غرار وزارة المالية التي استقال منها البيرق.
ولا تنبع أهمية السيطرة على قطاع الطاقة من كونه قطاعاً يهتم بالموارد والخدمات الاقتصادية في تركيا، بل يتجاوز ذلك بكثير، إذ أنّ له أبعاداً سياسية وحكومية وعائلية.
وتسببت محاولات أردوغان مؤخراً للدفاع عن صهره بهبوط جديد في قيمة الليرة التركية، إثر مخاوف من العودة لسياسات البيرق الاقتصادية الفاشلة، كما أثار ذلك غضب المُعارضة.