التواجد الأجنبي في العراق
قرار وأزمة
صوّت البرلمان العراقي لصالح قرار “يلزم الحكومة العراقية، إنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية لأي سبب كان”.
وجاء قرار البرلمان العراقي تحت ضغوط الكتل الشيعية الموالية لإيران، بعد قتل الولايات المتحدة الأمريكية للواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، في محيط مطار بغداد الدولي، بعد أن كان يخطط لاستهداف مصالح أمريكية في المنطقة.
التواجد الأجنبي في العراق
تتواجد القوات الأمريكية حالياً ضمن مجموعة قوات أجنبية في أراضي العراق، بعد إنهاء واشنطن لاحتلالها الأراضي العراقية مع قرار أوباما الانسحاب عام 2011، حيث تشكل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب بقيت بموجبه القوات الأمريكية وغيرها من القوات الدولية في المنطقة للقضاء على تنظيم داعش الذي احتل مساحات واسعة من العراق وسورية وبات يشكل خطراً على السلم الدولي.
ويتواجد آلاف الجنود الأجانب من حوالي 11 دولة في العديد من القواعد العسكرية المنتشرة في أرجاء العراق.
عدد مبهم وتقديرات مختلفة
لا توفر الجهات الرسمية العراقية أي معلومات مؤكدة عن حجم الوجود العسكري الأجنبي على الأراضي العراقية، وتشير تقارير مختلفة لتواجد ما يقارب 17 ألف جندي ينتشرون على الأرض العراقية في إطار التحالف الدولي لمحاربة داعش.
يقدر عدد الجنود الأمريكيين المكلفين بتدريب وتأهيل القوات وتقديم الدعم اللوجستي مع عناصر القوات الخاصة، بحوالي 5500 عنصر وفقا لتصريحات البنتاغون.
أما إجمالي عدد الجنود الأمريكيين وخصوصاً المكلفين بمهمات خاصة، فلا توجد تصريحات رسمية أمريكية بعددهم.
القوات البريطانية تمتلك حوالي 350 جندي في العراق، تعتبرهم وزارة الدفاع البريطانية قوات تدريب فقط وليسوا قوات قتالية.
أما القوات الفرنسية فتشير احصائيات صحيفة “الاندبندنت” أن عديدها يقارب 400 جندي يتمركزون في الجانب الشمالي في البلاد.
وتشير مصادر مطلعة أن روسيا تنشر حوالي 200 خبير ومستشار عسكري في العراق، ضمن آلية التنسيق الرباعي الأمني مع دمشق وطهران وبغداد، ولا ينتشر الجنود الروس في قواعد عسكرية، فقط ضمن مرافق خاصة في بغداد وأربيل.
أما الجنود الأوربيون، فيبلغ عدد الجنود الألمان حوالي 150 جندي ضمن مهمات تدريبية واستشارية.
ويشمل الغموض عدد الجنود الإيطاليين في العراق، لكن روما قررت العام الماضي ارسال 450 جندي بعد مخاطر انهيار سد الموصل، وتشارك أربع طائرات تورنيدو إيطالية في التحالف الدولي وتعتقد بعض التقديرات الغير رسمية أن عدد الجنود الطليان يقارب 1100 جندي، تتركز معظم مهامهم في حماية أفراد الشركات الهندسية التي تعمل على صيانة سد الموصل.
أرسلت هولندا 150 جندي، وأرسلت السويد 35 جندياً، أما الدنمارك فبعث بـ 140 جندي إلى هناك، في حين اكتفت النروج بإرسال 5 جنود إلى شمال العراق.
وذكرت صحيفة “البايس” الإسبانية أن 550 جندي اسباني في العراق يقوم بمهمات تدريبية هناك، بالإضافة لوجود بعض طائرات الهليكوبتر الإسبانية لمهمات محاربة الإرهاب ونقل القوات وعمليات الاجلاء والدعم اللوجستي.
ويقدر عدد الجنود الأتراك في معسكر بعشيقة في محافظة الموصل بحوالي 600 جندي تركي
أما التواجد الإيراني الشديد السرية، يمثل التواجد الأكبر بعد قوات أمريكا في العراق، ويقدر عددها بستة آلاف جندي ينتشرون بشرية تامة وبرفقة عناصر الحشد الشعبي ويرتدون زيه، ولا يمتلكون أي قواعد خاصة ويحرصون على التواجد في المناطق التي تتركز بها القوات الأمريكية خصوصاً في غرب البلاد في محافظة الأنبار.
يعتقد المراقبون أن قرار البرلمان العراقي إلزام الحكومة العراقية إخراج القوات الأجنبية من البلاد، سيشمل كل القوات التي جاءت إلى العراق في إطار التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، ومع تراجع المخاطر التي يمثلها تنظيم داعش بات تواجد تلك القوات غير مبرر أو ذي حاجة.
ليبقى التعقيد متعلق بحالة القوات الأمريكية التي رفضت علناً الخروج، وكذلك القوات الإيرانية المختفية، والتركية المنتشرة شمالاً، حيث تمتلك تلك القوات الثلاث أهداف ومهام مختلفة مما يزيد من غموض المشهد القادم في توزع وبقاء القوات الأجنبية في العراق.