الجزائر.. صراع بين المتنافسين على الرئاسة

تقدمت حملة المرشح لانتخابات الرئاسة في الجزائر “عبد المجيد تبون”، بشكوى ضد حملة المرشح عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي “عز الدين ميهوبي”، متهمةً إياها باستغلال المؤسسة العسكرية الجزائرية لتعزيز وضعها الانتخابي.

وتضمنت الشكوى، اتهامات لحملة “ميهوبي” بالترويج لحصولها على دعم من الجيش، ما اعتبرته، انتهاكاً للقوانين الانتخابية، خاصةً وأن الشكوى تضمنت أيضاً اتهامات للمرشح وحملته ببث الفتنة بين فئات الشعب الجزائري.

من جهتها، نفت حملة المرشح “ميهوبي” الاتهامات الموجهة له، مؤكدةً أنها تتعامل بنزاهة وضمن القانون الانتخابي المعتمد في البلاد، من قبل الهيئة العليا للانتخابات الجزائرية.

في غضون ذلك، ربط محللون سياسيون جزائريون الأزمة الحاصلة بين المرشحين بمحاولة كل منهما نيل دعم الجيش الجزائري، وحزب جبهة التحرير الشعبي الحاكم سابقاً، والذي لا يقدم مرشحاً للانتخابات للمرة الأولى، مشيرين إلى أن الحزب وعلى الرغم من إقصائه من السلطة، لا يزال يحتفظ بقوة كبيرة على مستوى السلطة والجانب السياسي في البلاد.

تزامنا، لا تزال المظاهرات الرافضة لإجراء الانتخابات الرئاسية يوم الثاني عشر من كانون الأول، مستمرة في معظم أنحاء البلاد، مطالبةً بإقصاء كافة رجالات النظام السابق، ودخول البلاد بمرحلة انتقالية، واصفةً المرشحين الخمسة بالنسخة المحدثة من نظام الرئيس السابق “عبد العزيز بوتفليقة”.

وكانت تصريحات وزير الداخلية الجزائري “صلاح الدين دحمون”، التي وصف فيها المتظاهرين بأنهم “مثليون وشواذ”، قد فجرت موجة غضبٍ عارمة في الأوساط الجزائرية، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي زخمت بعشرات الانتقادات لكلام الوزير.

كما وصف الوزير “دحمون”؛ المتظاهرين أيضاً، بأنهم “خونة ومرتزقة”، وذلك بالتزامن مع تواصل الاحتجاجات الرافضة لإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، المزمع إجراءها في الثاني عشر من الشهر الجاري، إلى جانب المطالبة بإسقاط من وصفوهم بـ”أركان النظام السابق”، وعلى رأسهم قائد الجيش والرئيس الانتقالي.

ووفقاً لوسائل إعلامية محلية، فإن تصريحات الوزير جاءت ضمن جلسة على مستوى مجلس الأمة التابعة للبرلمان، متوعداً بالتصدي لمن وصفهم بـ”أبناء الاستعمار الغاشم”، مضيفاً: “من بايعوا المستعمر التاريخي على خراب الجزائر من أبنائها، ليسوا منا ونحن لسنا منهم”.