الجعفري والمقداد.. من هو القائد الفعلي لدبلوماسية النظام السوري؟
مرصد مينا – سوريا
أثار قرار رئيس النظام السوري “بشار الأسد” بتعيين “فيصل المقداد” وزيرا للخارجية السورية خلفا لوليد المعلم الذي توفي قبل أيام، استغراب محللين سياسيين ونشطاء كانوا توقعوا تعيين “بشار الجعفري” الذي شغل منصب مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة، وزيرا للخارجية.
لكن بحسب قرار الأسد فقد جرى تعيين الجعفري نائبا للمقداد ما أثار تساؤلات حول من سيكون الوزير الفعلي أو الحقيقي للوزارة .
المصادر الدبلوماسية التي توقعت أن يكون “الجعفري” وزيرا للخارجية أصرت على توقعاتها حتى ما بعد قرار “الأسد”، مرجحة أن يكون سبب تعيين “المقداد” عوضا عن “الجعفري” بأن الأول كان نائبا لوزير الخارجية الأسبق “وليد المعلم”.
كما أشارت الى أن قرار الأسد جاء نتيجة لاعتبارات “طائفية” إذ ينتمي الجعفري للمذب الشيعي، موضحة أن “الجعفري” الذي أصبح الرجل الثاني في الوزارة سيكون هو “الوزير الفعلي”، والذي سيمسك بأهم الملفات السياسية ولاسيما في التواصل مع إيران وروسيا بشأن التفاوض مع المعارضة السورية.
وتستند المصادر في توقعاتها أن يكون “الجعفري” هو الرجل الأول في الوزارة، على اعتبارات قربه من النظامين الإيراني والروسي بالإضافة لعلاقاته الوطيدة مع “ماهر الأسد” شقيق بشار وقيادات الأفرع الأمنية السورية.
يذكر أن الجعفري، شغل منصب المندوب الدائم لسوريا مقر الأمم المتحدة في نيويورك في العام 2006، كما يُعرف بدهائه الكبير بعد أن تمرس طويلاً في السلك الدبلوماسي منذ التحاقه في العام 1980 بوزارة الخارجية السورية.
وشغل الجعفري أول منصب له خارج البلاد كملحق دبلوماسي، في العاصمة الفرنسية باريس، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى كرسي مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة.
بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا عام 2011، برز اسم الجعفري داخليا، حيث بات بوق النظام القوي في الأمم المتحدة، قبل أن يترأس وفد النظام في جولات المفاوضات المتعددة مع المعارضة السوري في جنيف وبعدها في أستانا.
الجعفري معروف بعلاقته القوية مع طهران ومن المتوقع أن يكون رجل إيران القوي والمدافع عنها مصالحها ضمن أروقة الوزارة الخارجية والقصر الرئاسي، كما يتوقع السوريون أن تبقى له اليد الطولى في إدارة ملفات التفاوض مع المعارضة وإحداث التوازن المطلوب في كبح نفوذ موسكو بالتعاون مع ماهر الأسد، شقيق بشار، وأقرب حلفاء إيران العسكريين داخل الدائرة الضيقة للمنظومة الحاكمة.
يذكر أن الجعفري كان ترأس وفود حكومة النظام إلى جولات المفاوضات مع المعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف كما إلى مفاوضات استانا التي ترعاها موسكو وطهران، حليفتا دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.
أما وزير الخارجية الجديد فيصل المقداد المولود في قرية غصم بريف محافظة درعا فقد التحق بالسلك الدبلوماسي عام 1994، وذلك قبل أن ينضم إلى الوفد السوري في الأمم المتحدة في العام 1995، وبعدها عين مندوباً دائماً لسوريا لدى الأمم المتحدة بنيويورك في العام 2003.
عام 2006، عاد المقداد إلى سوريا ليتم تعيينه نائباً لوزير الخارجية، وعرف عنه علاقته الوثيقة بوزير الخارجية وليد المعلم، حيث كان يرافقه في معظم اجتماعاته ومؤتمراته، وتشاركا في إدارة الملف اللبناني في أكثر اللحظات الحرجة للعلاقة بين البلدين، خاصة خلال الفترة التي تلت اغتيال رئيس الوزراء الأسبق “رفيق الحريري” ووجهت أصابع الاتهام حينها الى النظام السوري.
بعد تدهور الحالة الصحية للمعلم، عقد المقداد بعض المؤتمرات الصحافية الخاصة بوزارة الخارجية.
ويصفه السوريون بأنه “هادئ وقارئ من الدرجة الأولى”، كما لديه علاقات ممتازة مع الإيرانيين والصينيين.