الحرب التي لانراها
لنتصور ضخامة الرقم :
ستة تريليونات دولار تسببت بخسارتها الهجمات السيبرانية على العالم.
الرقم مهول في ضخامته، وضخامته لاتقل أبدًا عن حرب مرتفعة السقف كان من الممكن ان توقد نيرانها على أطراف العالم أو في مركزه، والرقم يقول أن عالم اليوم في حالة حرب.
حرب لاتنقلها شاشات التلفزة، ولا تتابع وقائعها التفصيلية وكالات الأنباء.. اكثر من ذلك فإنها الحرب التي لاترى بالعين المجرد.
الرقم، هو مانقله رؤساء تنفيذيون وخبراء أمنيون في مختلف أنحاء العالم، وهو يتعلق بالهجمات الإلكترونية التي يقولون أنها تشكل الخطر الأكبر بالنسبة للشركات.
تقرير بالغ الأهمية يتصل بمقياس المخاطر نشرته شركة التأمين على الشركات «إيه.جي.سي.إس» التابعة لشركة التأمين العملاقة «أليانز» الألمانية، وكانت خلاصته:
ـ القراصنة الالكترونيين الإجراميين هم التهديد الأكبر للشركات العالمية.
وكانت الشركة قد استطلعت آراء 2650 شخصاً من المهنيين في 89 بلداً. وشمل ذلك أكثر من 1200 مدير تنفيذي من الشركات الكبرى التي تبلغ مبيعاتها السنوية أكثر من 500 مليون دولار، بما في ذلك خبراء ومدراء من شركة «أليانز».
الاستطلاع بالاضافة لما سبق أظهر أنه حتى الاحتياطات الأمنية الجيدة للغاية في مجال تكنولوجيا المعلومات لا تحمي بنسبة 100% من هجمات القراصنة.
وقال مدير الشركة ينس كريكهان أن «الشركات تستثمر الكثير من الأموال في زيادة تطوير أمن تكنولوجيا المعلومات، لكننا ما زلنا نجد أن المهاجمين يمكنهم الاختراق والتسبب في اضرار هائلة للشركات في بعض الأحيان».
الدراسة الاستقصائية إياها تتفق مع تحليلات أخرى بشأن الجريمة السيبرانية. وتقدر شركة «سايبر سكيوريتي فنتشرز» الأمريكية، التي كثيرا ما يستشهد بها في صناعة تكنولوجيا المعلومات، أن الأضرار العالمية الناجمة عن الجريمة السيبرانية بلغت ستة تريليونات دولار في العام الماضي.
وبحلول عام 2025، قد يرتفع هذا الرقم إلى 10. تريليون دولار. ويشمل هذا المبلغ الخسائر الناجمة عن سرقة البيانات والجرائم المالية وإهدار الإنتاجية وسرقة الملكية الفكرية، وغير ذلك من الجرائم، فضلاً عن تكلفة إصلاح الضرر. واعتبرت شركة الطاقة «إيون» ومقرها ألمانيا أن قطاع الطاقة معرض لخطر متزايد.
وقال ليونهارد برينباوم الرئيس التنفيذي للشركة في قمة «هاندلسبلات للطاقة» في برلين أمس الأول أن «خطر الهجمات الإلكترونية على النظام سيتزايد».
بالنتيجة هي حرب، غير أنها حرب لاتستلزم جحافل من الجيوش، وأبطال معارك، وجنود يصرخون:
ـ كل شيء للوطن.
كل ماتستلزمه مبرمجون بالغو الفطئنة والذكاء، يمتلكون مفاتيح وشيفرات، ويخترقون الجدران النارية لكومبيوتورات الكتف أو المادة ومن بعدها يحدثون مالاتستطيع الحروب التقليدية أن تحدثه.
برمجيون، قد يمارسون شغلهم وهم يرتدون “تي شيرت” أو “شورتًا” انتزعوه من بنطال قديم مع بعض الشاي وربما الحشيش، ومعهما (الشاي والحشيش) يحدثون من الدمار مالا تستطيعه الآلات الحربية بكل قسوتها وجبروتها وإدارة أركانها.
قد يكون هؤلاء من متاهات العالم الثالث وعشوائيات مدنه، وقد يكونون من مدن المركز، وبكل الحالات لايهم من أين وأين يكونون، كل مافي الأمر أنهم ضليعين بالبرمجة ومنفتحين على زمن منحهم قوة إهدار مليارات الدولارات ، ربما من الشركات الناهبة لبلدان منهوبة، أو من الأولغاؤشية التي تتمدد في العواصم الكبرى فتحظى على المال ومن بعده على سطوة السلطة والسلاح.
ـ عالم عجيب ننحاز إليه، أم ننحاز لمدمريه؟
سؤال يبدو مبكرًا، غير أنه سيكون على كل الموائد في القيب العاجل جدًا.
يوم يخلع الشباب بناطيلهم ويجلسون وراء الكومبيوترات ويقولون لهذا العالم الناهب المنهوب:
ـ حسنًا .. سنرد الصاع صاعين.