الحرب في أوكرانيا.. روسيا تلجأ إلى “الخطة ب “
مرصد مينا
نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين رؤيتهم أن روسيا تتحول إلى استراتيجية جديدة لتأمين أهداف إقليمية رئيسية مع السعي إلى إجبار الحكومة الأوكرانية على قبول وضع الحياد بين روسيا والغرب.
وفي هذا السياق قال مسؤول أميركي كبير إن المعطيات تشير إلى أنه خلال أكثر من ثلاثة أسابيع من القتال الشرس، واجهت القوات الروسية مقاومة أوكرانية شرسة، مما دفع بوتين إلى تعديل تكتيكاته، فيما يتمحور تقييم استراتيجية بوتين الجديدة، الذي شارك فيه كبار المسؤولين داخل إدارة بايدن، حول إجبار كييف على قبول السيطرة الروسية على مناطق بجنوب شرق أوكرانيا.
وبعد الاستيلاء على شبه جزيرة القرم ومناطق بدونباس عام 2014، تسعى روسيا إلى تأمين “جسر بري” بين غرب روسيا وشبه جزيرة القرم، وتوسيع السيطرة الروسية على منطقة دونباس.
بوتين بحسب الصحيفة سيواصل بوتين ضغطه العسكري، بما في ذلك قصف المدن الأوكرانية، حتى يقتنع زيلينسكي بالتخلي عن آماله في الانضمام إلى المعسكر الغربي وبالتالي الموافقة على وضع محايد ومطالب روسية أخرى، وفي حال رفض أوكرانيا مطالب بوتين، من المتوقع أن تحاول روسيا الحفاظ على كل الأراضي التي استولت عليها.
وبحسب موقع “الحرة” وبعد الجولات الأولية من المفاوضات، لا تزال أوكرانيا وروسيا متباعدتين حول القضايا الرئيسية، بما في ذلك مطالب الكرملين بأن تعترف حكومة زيلينسكي بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، وتتخلى رسميا عن السيطرة على منطقة دونباس وتتخلى عن تطلعاتها طويلة المدى للاندماج مع الغرب.
مسؤول أميركي آخر يقول: “بناء على تقييماتنا عسكريا، يبدو أن بوتين يعود إلى تكتيكات الحصار”، وبالنسبة لمواطني أوكرانيا المحاصرين، فإن الاستراتيجية المتغيرة تعني أسابيع، وربما شهور، من الهجمات الروسية، وذلك من أجل الضغط على حكومة زيلينسكي للتخلي عن الأراضي والتنازل عن الترتيبات الأمنية.
ويأتي تقييم “الخطة ب” لبوتين، كما أسماها أحد المسؤولين، مع عدد من المحاذير المهمة، حيث أن بوتين قد يوسع أهدافه الحربية، إذا بدأ جيشه في تحقيق المزيد من النجاح ضد القوات الأوكرانية، فيما لا يزال وضع العاصمة سؤالا مفتوحا، ونظرا للمقاومة الأوكرانية القوية، فمن غير الواضح ما إذا كان الجيش الروسي قادرا على حشد عدد كاف من القوات لتطويق كييف بشدة والاستيلاء على العاصمة، بحسب ما قاله بعض المسؤولين الأميركيين.
في السياق نفسه قال دانييل فرايد، المسؤول الكبير السابق في وزارة الخارجية، والذي عمل سفيرا للولايات المتحدة في بولندا: “هدف (بوتين) لم يتغير على الإطلاق، ولكن ما تغير هو تكتيكاته”، في الوقت الحالي، تواجه القوات الروسية تحديات هائلة، بما في ذلك الخدمات اللوجستية، وتقلص الذخائر وتزايد الخسائر، والتي يمكن تصل إلى مقتل 7000 جندي روسي، وفقا لبيانات أميركية.