الحرس الثوري يعزز نفوذه.. محللون: إنقلاب أبيض يجري في إيران
مرصد مينا -إيران
أعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن توسيع نفوذ الحرس الثوري الإيراني من خلال نقل مهام حراسة المنشآت النووية للوحدات التابعة له، لا سيما مجمع نطنز النووي، الذي سبق وتعرض عدة هجمات مجهولة.
كما أشارت الوسائل إلى أن القرار المذكور صدر عن مجلس الأعلى للأمن القومي في اجتماعه الأخير، لافتة إلى أن المجلس سلم بالفعل مهام الحراسة لهيئة الأركان العسكرية الإيرانية.
في ذات السياق، نقلت الوسائل عن مصادر في هيئة الأركان تأكيدها خبر تولي الحرس الثوري لتلك المهمة من الآن وصاعداً، في حين ذكرت وسائل إعلام مقربة من النظام الإيراني، أن القرار مرتبط بشكل وثيق.
من جهته، اكد المحلل السياسي، “ميلاد هدايتي” أن القرار هو جزء من سلسلة خطوات تسعى لترسيخ سلطة الجهاز العسكري الإيراني في البلاد، وتحديداً للحرس الثوري، الذي يطمح لأن يبسط نفوذه بدلاً من نفوذ رجال الدين، على حد قوله، مشيراً إلى أن قيادات الحرس الثوري قد تقبل بالعمل كحكومة عميقة برعاية المرشد، ولكن دون الإبقاء على سلطة رجال الدين، الذين كانوا حتى فترة غير طويلة يتجاوزون العسكر في النفوذ.
إلى جانب ذلك، رأى “هدايتي” أن فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، ستشهد بروزاً أكبر للقادة العسكريين، لا سيما في حال وصل رئيس من خلفية عسكرية إلى الحكم، وهو ما يبدو السيناريو الأكثر قرباً، مشدداً على أن صراعاً كبيراً داخل أجنحة النظام يستعر حالياً وسيزداد سعيراً مع اقتراب أجل المرشد الحالي.
تزامناً، أشار الباحث في الشؤون الإيرانية، “محمود ساري” إلى أن النظام الإيراني يعيش حالة انقلاب شبه أبيض حتى الآن، لافتاً إلى أن أكثر ما يميز الانتخابات الرئاسية القادمة عن سبقاتها، هو إمكانية وصول رجل من خارج المؤسسة الدينية إلى سدة الرئاسة، وهو ما قد يحدث لأول مرة من عام 1979، حيث أن جميع الرؤساء كانوا من أصحاب العمائم، باستثناء “محمود أحمدي النجاد” والذي كان يعتبر من غلاة المحافظين والمتشددين دينياً، على حد قوله.
واعتبر “ساري” أن الانقلاب، الذي تحدث عنه، يدار بمباركة من المرشد، الباحث عن عملية توريث للحكم لنجله “مجتبى”، وهو ما يعارضه العديد من رجال الدين، الذين يرون بأنفسهم مرشحين أكثر قرباً من المنصب، مشيراً إلى أن العسكر هم يثق بهم “خامنئي” لدعم عملية التوريث.
في ذات السياق، شدد المحلل السياسي، “عبد الرحيم مساعيد”، على أن رجال الدين وحتى لعديد من أجهزة الدولة الإيرانية بما فيها المخابرات، تعرضت لتأطير وتضييق على عملها وصلاحياتها خلال الأعوام الخمسة أو الستة الماضية، لصالح طفرة النفوذ التي يتمتع بها الحرس الثورية، مؤكداً أن الانقلاب في إيران مجرد وقت.