الحسكة.. تحركات سياسية وعسكرية وسيول
تشهد محافظة الحسكة تحركات سياسية وميدانية على خلفية التهديدات التركية بتنفيذ عملية عسكرية في مناطق شرق الفرات، وقال “مظلوم كوبان” القائد العسكري لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” إن قواته سترد بقوة على أي هجوم تركي، لكنها تواصل الجهود الدبلوماسية لمنع أي هجوم. مشددا على وجوب بذل الولايات المتحدة جهودا أكبر في هذا السياق.
وأضاف “كوباني” “نحن مستعدون لأي هجوم وسنرد بقوة… وضمن مناطقنا”. وتابع قائلا “حتى هذه اللحظة محاولاتنا الدبلوماسية مستمرة لردع هذا الهجوم على مناطقنا”.وأفاد بأن “تنظيم الدولة لا يزال قويا” في شرق سوريا، وأن 5 آلاف عنصر من التنظيم ما يزالون في سوريا بما في ذلك بعض كبار القادة والأجانب. كما أشار القائد في “قسد” إلى أن التنظيم سيستغل الهجوم التركي للانتقام مرة أخرى، مشددا على أن القتال ضد التنظيم ”غير ممكن” من دون المقاتلين الأكراد.
مظاهرات منددة بالتهديات التركية
سير حزب “الإتحاد الديمقراطي” مسيرات مناهضة لتركيا في معظم المدن والبلدات التي يسيطر عليها جمع لها موظفي إدارته الذاتية والمعلمين والطلاب من مدينة “المالكية” بالحسكة إلى “عين العرب” شرق حلب مرورا بالقامشلي وعامودا و”معبدة”، ومن “رأس العين” قرب منابع “الخابور” شمالا إلى “البصيرة” قرب مصبه في دير الزور مرورا بـ ”الشدادي” و”الصور”.
من جانبه وجّه سكرتير حزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا عبد الحميد درويش، نداءً الى القوى والاحزاب الكردية لعقد اجتماع طارئ لسد الطريق أمام التهديدات التركية .
وجاء في النداء “إن التهديدات التركية باجتياح المناطق الكردية يجب أن تؤخذ محمل الجد من جانب الحركة السياسية الكردية”. وتابع درويش ” لمواجهة هذه التهديدات، فإنني أدعو كافة الأحزاب الكردية إلى اجتماع طارئ وعاجل لمناقشة تداعيات هذا الوضع، واتخاذ ما يلزم من مواقف لسد الطريق أمام هذه التهديدات”.
من جهة أخرى قامت دوريات تابعة لمخابرات قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بمداهمة مخيم الهول شرقي الحسكة، واعتقال 50 شخصا من النازحين المقيمين بالمخيم.
وذكرت مصادر اعلامية محلية إن الاعتقالات التي قامت بها دوريات “قسد” شملت نازحي ريف دير الزور الشرقي وخصوصا من وصل حديثاً إلى المخيم من مناطق هجين والسوسة والباغوز والشعفة، مؤكدة أن عناصر “قسد” قد اعتدوا على الشبان بالضرب المبرح وسط صراخ الأطفال والنساء داخل المخيم.
وأشارت المصادر إلى أن ميليشيا “قسد” نقلت المعتقلين إلى مدينة القامشلي، ووجهت إليهم تهمة الولاء للتنظيم “داعش” في دير الزور. يشار إلى أن مخيم الهول يقع في ريف الحسكة الشرقي ويضم أكثر من ١٠ نازح من العراق وسوريا.
من جانب أخر شن مسلحو “قسد” حملة دهم واعتقالات بالحسكة والرقة شملت الكثير من عناصر فصائل الجيش الحر و”النصرة” وتنظيم “الدولة” الذين خضعوا لعملية تسوية أو مصالحة مع “قسد”، فيما اكتفوا بفصل بعض عناصر التسويات من ميليشيات “وحدات حماية الشعب” و “الاساييش” خشية تواصلهم في مع فصائل مدعومة من تركيا.
وتفيد الأنباء بنية “الاتحاد الديمقراطي” زج بعض هؤلاء المعتقلين بالسجون لفترات من 2-7 سنوات رغم أنهم سجنوا في بداية اعتقالهم خلال السنوات الماضية لمدة تراوحت بين 4 – 6 أشهر، وذلك في محاولة لوقف عمليات اغتيال واستهداف قياداته.
أمطار وسيول
شهدت المنطقة الشرقية وبالأخص محافظة الحسكة خلال القليلة الايام الماضية اعلى نسبة هطول للأمطار لم تشهدها المحافظة من سنوات والتي تسببت بانهيار عدد من المنازل الطينية والجسور.
حيث اجتاحت السيول الريف الجنوبي لمدينة المالكية في اقصى شمال شرق الحسكة، بعد هطول أمطار غزيرة، أدت إلى محاصرة عائلة في إحدى القرى الحدودية مع اقليم كردستان العراق، كما خلفت أضرار مادية في قرى أخرى.
وأفادت مصادر اعلامية محلية بأن السيول التي تشكل في معظم منطقة ريف المالكية تجمعت في احدى القرى الحدودية، وتقع جنوبا كأخر قرية على الحدود في منطقة مع إقليم كردستان العراق.
وأوضحت المصادر أن الأضرار اقتصرت على المادية، وذلك بسبب ارتفاع منسوب النهر الذي يجري وسط القرية كما أن السيول اجتاحت أحد المنازل وحاصرت عائلة بأكملها داخلها لساعات لحين تدخل أهالي القرية لمساعدتهم.
وبلغت كميات الأمطار في مناطق الحسكة مستويات قياسية، مقارنة بهذه الأوقات من السنة، وهو ما لم يحدث قبل أكثر من 20 عاما وفق بعض الأهالي.
من جانب أخر تسببت الأمطار الغزيرة والسيول، التي هطلت بإلحاق الضرر بالجسر التجاري الذي يربط بين مناطق الادارة الذاتية الكردية في سوريا مع إقليم كردستان العراق.
كما غمرت السيول المنازل في قرى “السويدية” و”تل الذهب” و”الكوفة” و”قلعة الحصن” بناحية “اليعربية” جنوبي منطقة “المالكية”، بينما بقي الطريق الحدودي (السياسي) متوقف بسبب انهيار “جسرين” قرب قريتي “قريش” و”قضاعة” قرب الحدود مع العراق.
وتشهدت محافظات الجزيرة السورية موجة جديدة من السيول نتيجة هطول أمطار غزيرة، أدت إلى تضرر بعض القرى والطرق والجسور.
وأثارت غزارة الأمطار مخاوف سكان الجزيرة من احتمال تشكل السيول، والتي أضرت خلال الأسابيع الماضية بمئات المنازل داخل المدن والقرى في مناطق الرقة والحسكة وريف دير الزور الشمالي.
تقرير خاص – مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.