الخارجية الأميركية: النظام السوري يحاول بناء أسلحة كيماوية مجددًا
مرصد مينا – الولايات المتحدة
كشف تقدير لوزارة الخارجية الأميركية، قدّمته للكونغرس هذا العام، أنّ النظام السوري ما يزال يحاول بناء ترسانة أسلحة كيماوية لتعويض ما خسره جرّاء الاتفاق الأميركي – الروسي عام 2013 والضربات الأميركية المتعاقبة.
وجاء في التقرير، أن الإدارة الأميركية تعتقد “أن نظام الأسد يسعى إلى إعادة بناء إنتاج قدراته على بناء ترسانة الأسلحة الاستراتيجيّة التي خسرها خلال الصراع، وما زلنا نرى نشاط المشتريات السورية لبناء البرامج الصاروخيّة والكيماوية”.
مندوب واشنطن في الأمم المتحدة، كيلي كرافت، كان اتهم خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، الاثنين الماضي، نظام دمشق بخرق التزاماتها لاتفاقيّة الأسلحة الكيماوية ولقرارات الأمم المتحدة لتفكيك برنامجها للأسلحة الكيماوية.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “فورين بوليسي” فإن الولايات المتحدة تنسب للنظام السوري أكثر من 50 استخدامًا للأسلحة الكيماوية، أطلق معظمها من طائرات واستهدفت مدنيين في أحياء سكنية وأسواق ومستشفيات. كما إنها تعتقد أن العديد من الأسلحة الكيماوية التي يملكها النظام السوري قادرة على التركيب على الصواريخ “الباليستيّة” السورية.
الخارجية الأميركية أشارت في تقريرها الى أنه “من غير الواضح لها إن كانت إيران تفكّر في نقل صواريخ “باليستيّة” إلى الأسد مباشرةً، في خطوة من شأنها أن توسّع بشكل كبير جدًا نطاق ترسانة الأسد من غازي السارين والكلورين القاتلين، لكنّها ترى أن جهود النظام السوري المتواصلة لتأمين أسلحة كيماوية تثير مخاوف في الولايات المتحدة وإسرائيل”.
لكن صحيفة “فورين بوليسي” قالت إن النظام السوري سبق أن تعاون مع “الأذرع المدعومة إيرانيًا” لتصنيع الأسلحة، وأوردت أنه طوّر سابقًا ذخيرة صاروخية بدائية لإطلاق أسلحة كيماوية من تصميم “حزب الله” اللبناني.
بحسب التقرير فإنّ إيران تستغلّ الحرب السورية لبناء مجموعة من الميليشيات متعدّدة الجنسيات على طول طرق العبور الحدودية ولإطلاق طائرات مسيّرة مسلّحة باتجاه إسرائيل.
المجلة قالت إن مسؤول سابق في إدارة “ترامب” كشف أنّ الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لشنّ ضربات جوية داخل سورية استهدفت المساعي الإيرانيّة لبناء منشآت صواريخ بالقرب من حدودها، وهو ما اعتبرته إسرائيل خطًا أحمر، ونقلت عن مسؤولين ومصادر دبلوماسية أن “المخاوف بشأن نقل صواريخ إيرانيّة إلى سورية تتزايد، حيّث كثّفت إيران جهودها لإنتاج مجموعات للتوجيه الدقيق على الأراضي السورية، يمكن أن تزيد من دقة الصواريخ قصيرة المدى التي يمكن إطلاقها على إسرائيل”.
وذكرت المجلة أنّ جهود الأسد المستمرّة لإعادة إنتاج الأسلحة الكيماوية ليست مهمّة فقط “بسبب الآثار المترتّبة على حقوق الإنسان، ولكن أيضًا بسبب التهديدات التي تشكّلها على حلفاء الولايات المتحدة وشركائها”.
المجلة نقلت عن المدير التنفيذي لجمعية “الحدّ من التسلّح”، “داريل كيمبال” إنّ “إسقاط البراميل المتفجّرة من طائرات الهيلوكبتر شيء، وأن يتوفّر السارين للنشر على الصواريخ الباليستيّة التي يمكنها ضرب دول أخرى في المنطقة شيء آخر تمامًا. هذان تهديدان مختلفان للغاية”.
والعام الجاري، اكتشفت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة تراقب امتثال كوريا الشمالية للعقوبات الأممية أن بيونغ يانغ تشحن “بشكل روتيني” الإمدادات الحيوية المحتملة لمركز الدراسات والبحوث العلميّة، الذي أشرف على إنتاج الأسلحة الكيماوية من قبل.