الخارجية السورية تدعو الدبلوماسيين المنشقين عن نظام الأسد للانخراط مجدداً

مرصد مينا
وجهت وزارة الخارجية والمغتربين في سوريا دعوة رسمية إلى الدبلوماسيين الذين انشقوا عن نظام الرئيس السابق بشار الأسد، لحثهم على تحديث بياناتهم الشخصية.
وجاء في بيان الوزارة، الصادر أمس الثلاثاء أن هذه المبادرة تأتي “في إطار إدراك الوزارة لأهمية تفعيل دور الدبلوماسيين المنشقين، وإيماناً منها بالدور الوطني الكبير الذي قاموا به من خلال وقوفهم إلى جانب الشعب السوري وقضيته العادلة”، مؤكدة أنها أعدت نموذجاً خاصاً لتعبئة البيانات، مشددة على أن كافة المعلومات ستُعامل بسرية تامة ولن تُستخدم إلا لتنظيم العمل الدبلوماسي المستقبلي.
وأشارت الوزارة إلى أن هذه المبادرة تمثل “خطوة مهمة نحو لمّ الشمل وتنسيق الجهود في المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد”، وذلك ضمن سعيها لإعادة هيكلة الطاقم الدبلوماسي بما يخدم مصالح السوريين في الداخل والخارج.
من جهته، أوضح العميد أسعد الزعبي، المحلل العسكري ورئيس وفد التفاوض السابق للثورة السورية، أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة شاملة لإعادة دمج المنشقين من مختلف القطاعات، سواء كانت عسكرية أو سياسية أو اقتصادية، موضحاً أن الهدف منها هو إصلاح مؤسسات الدولة بعيدًا عن رموز النظام السابق.
وأكد الزعبي على ضرورة التمييز بين من رفض الظلم والاستبداد وبين من استمر في خدمته، مشيراً إلى أن “الساكت عن الحق شيطان أخرس، وكل من بقي مع النظام فهو جزء منه”، إلا أنه استدرك بأن بعض الشخصيات بقيت ضمن المؤسسات لكنها قدمت خدمات جليلة للثورة، في حين أن آخرين اختاروا الانشقاق الكامل وواصلوا دعمهم للشعب السوري من مواقعهم المختلفة.
وأضاف الزعبي أن هذه الخطوة تعد مؤشراً على توجه جديد نحو “بناء سوريا ديمقراطية، حرة ووطنية ينتمي إليها جميع أبنائها”.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية أسعد الشيباني مطلع الشهر الجاري عن بدء عملية “إعادة هيكلة السفارات والبعثات الدبلوماسية السورية في الخارج”، كاشفاً عن نقل سفيري دمشق من موسكو والرياض إلى الإدارة المركزية كجزء من حركة تغييرات دبلوماسية واسعة.
وأوضح الشيباني أن الهدف من هذه العملية هو ضمان تمثيل سوريا بشكل مشرّف في الخارج، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين السوريين المغتربين.
يُذكر أن هذا الإعلان هو الأول من نوعه منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024 الذي أنهى أكثر من ستة عقود من حكم حزب البعث، من بينها 53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وبحسب وزارة الخارجية السورية، يبلغ عدد السفارات السورية حول العالم 60 سفارة، موزعة على مختلف قارات العالم، بالإضافة إلى عدد من القنصليات، ما يجعل من إعادة هيكلة هذا الجسم الدبلوماسي تحدياً كبيراً للإدارة السورية الجديدة.