الخيانة العظمى.. تهمة تطارد “الغنوشي”
اتهمت النائبة التونسية “عبير موسى”، رئيس مجلس النواب “راشد الغنوشي”، بإفشاء أسرار الدولة، خلال زيارته المثيرة للجدل إلى العاصمة التركية انقرة، واصفةً ذلك بأنه خيانة عظمى.
وشنت “موسى” هجوماً قوياً على الزيارة المذكورة، لا سيما وأنها تمت دول علم أو إذن من قبل رئيس الجمهورية “قيس سعيد”، كما تخللها عقد لقاء مغلق مع الرئيس التركي “أردوغان”، لافتةً إلى أن “الغنوشي” أحد أعضاء مجلس الأمن القومي التونسي، ومطلعاً على أسرار الدولة والخطة الأمنية ودولاب الدولة.
وتساءلت النائبة التونسية: “كيف للغنوشي أن يعقد جلسة مغلقة مع رئيس تركيا بدون علم رئيس دولة أجنبية تستعد دولته لشن حرب على دولة ليبيا الشقيقة”، قبل أن يقوم رئيس البرلمان بقطع الصوت عنها، ومهاجمتها من قبل نواب حركة التهضة في البرلمان.
وكان الحزب الدستوري الحر المعارض بسحب الثقة من رئيس البرلمان الحالي، زعيم حركة النهضة “راشد الغنوشي”، واصفاً تلك الخطوة بـ “تصحيح للمسارات الخاطئة والقطع مع الإسلام السياسي”، لافتاً في الوقت ذاته، إلى نوابه في البرلمان بدأوا فعلياً بخطوة جمع 73 صوتا نياباً، لتمرير عريضة مطالبة بإسقاط الغنوشي، التي تتطلب بدورها موافقة 109 نواب، حتى تتحول إلى أمر واقع.
النائب في البرلمان التونسي عن الحزب الديمقراطي الحر، “كريم كريفة” أشار إلى أن حزبه لديه قناعة تامة بأن الحركة التي تحكم تونس منذ تسع سنوات، لن تنجح في قيادة البلاد، مضيفاً: “منذ ظهور نتائج الانتخابات كنا مقتنعين بأن النهضة لن تنجح طالما أنها بنفس البرامج والأفكار، قدموا رئيس حكومة على أنه مستقل وهو ليس كذلك”.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية “د ب ا”، عن النائب تأكيده أن سياسات الحكم التي تتبعها الحركة المقربة من تنظيم الإخوان المسلمين باتت خطراً على البلاد، لا سيما وأنها تختزل إدارة تونس بما أسماه سياسة أغلبية 109 من أصوات البرلمان، التي تمتح الثقة للحكومة.
ورفض الغنوشي الذي أدار بنفسه جلسة مساءلته الاتهامات الموجهة إليه، مؤكدا أن زيارته لمقابلة الرئيس التركي تندرج في نطاق زيارته الشخصية والحزبية، ولم يتم خلالها استغلال إدارة البرلمان أو موارده.
وأرجع الغنوشي، وفق ما نقلته العديد من الوسائل الإعلامية العربيى، ارتفاع حدة التوتر من زيارته إلى وجود حساسية أيدولوجية لدى بعض الأوساط السياسية ضد تركيا، داعيا النواب إلى التحرر من الاعتبارات الأيدولوجية والنظر إلى المسألة من جانب توطيد العلاقات خدمة لمصلحة البلاد.
وقال إن “هناك من ربط زيارتي إلى تركيا بعد يوم من عدم منح الثقة لحكومة الجملي وكأنني ذهبت لتقديم تقرير إلى أردوغان”، مشيرا إلى أنه أخذ موعدا منذ فترة لمقابلة الرئيس التركي بصفته الحزبية، وأن الموعد تقرر وفقا لرزنامة الرئاسة التركية.