أخر الأخبار

الدفاع المدني السوري: نقترب من السيطرة الكاملة على حرائق الساحل

مرصد مينا

أعلن الدفاع المدني السوري اليوم الأربعاء عن تقدم كبير في جهود مكافحة الحريق المستعر منذ أسبوع في ريف اللاذقية الشمالي بمساعدة إقليمية، وسط موجة انتقادات حادة طالت المجتمع الدولي، على خلفية تقاعسه في الاستجابة لإحدى أكبر الكوارث البيئية التي عرفتها البلاد منذ عقود.

وأكد مدير الدفاع المدني في الساحل، عبد الكافي كيال، أن الفرق الميدانية تمكّنت من تقليص عدد البؤر المشتعلة بشكل كبير، وبدأت عمليات التبريد، مرجّحاً الإعلان عن السيطرة الكاملة على الحريق خلال ساعات، مع الانتقال إلى مرحلة المراقبة لضمان عدم تجدّد الاشتعال.

ولفت إلى أن الفرق عملت طوال الليلة الماضية على تقسيم مناطق الحريق وفتح طرق جديدة ساهمت في تطويق النيران ومنع امتدادها نحو مساحات إضافية من الغابات.

في غضون ذلك، أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” بياناً شديد اللهجة، اعتبرت فيه ما يحدث “نموذجاً صارخاً لفشل النظام الدولي في الاستجابة للكوارث الإنسانية في سوريا”، مستذكرة تأخّر الاستجابة الأممية لزلزال فبراير 2023.

وقالت الشبكة إن الأمم المتحدة اكتفت بإجراء “تقييمات عاجلة” بعد مرور أربعة أيام على اندلاع النيران، بينما كانت الحرائق تلتهم آلاف الهكتارات كل ساعة، في مشهد وصفته بأنه من “أبرز حالات الفشل الإنساني في التاريخ المعاصر”.

كما وجّهت الشبكة انتقادات مماثلة للاتحاد الأوروبي، الذي لم يحرّك ساكناً طوال ستة أيام، رغم ما يعلنه من التزام دائم بقضايا البيئة والمناخ، ورغم امتلاكه آلية الحماية المدنية الأوروبية التي تتيح التدخل السريع عبر إرسال مروحيات وفرق إطفاء خلال أقل من 24 ساعة داخل حدود القارة.

وأشارت إلى أن تفعيل نظام “كوبرنيكوس” الأوروبي لمراقبة الكوارث جاء متأخراً جداً بعد أن كانت النيران قد ألحقت أضراراً فادحة بالغابات والبنية التحتية.

اللوم طال أيضاً جامعة الدول العربية، التي لم تُنسّق أي استجابة جماعية، رغم أن الكارثة تقع في إحدى الدول الأعضاء.

كما غاب البنك الدولي عن المشهد تمامًا، رغم الأثر الاقتصادي المباشر للحريق على المجتمعات المحلية والزراعة والموارد الطبيعية.

استجابة فاعلة من دول الجوار

في المقابل، أثنت الشبكة الحقوقية على “التحرك السريع والفعال” لبعض دول الجوار: تركيا والأردن ولبنان وقبرص، التي سارعت إلى إرسال فرق إطفاء ومروحيات ساهمت في تعزيز قدرات الإخماد في الميدان.

وبالتوازي مع الجهود الميدانية، أطلق محافظ اللاذقية محمد عثمان، ووزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، حملة وطنية بعنوان “بأيدينا نحييها” تهدف إلى إعادة تشجير الجبال المتضررة ومساعدة المتضررين من الكارثة، في خطوة رمزية وعملية لإحياء الغطاء الأخضر وترميم ما خلّفته النيران من دمار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى