«الذئاب الرمادية» تخترق الخارجية الألمانية وانتقادات ومطالب لتفسير القرار
مرصد مينا – ألمانيا
وجهت العديد من وسائل الإعلام الألمانية، وساسة ونواب، انتقادات واسعة للحكومة الاتحادية، اليوم الخميس، بعد تعين نورهان سويكان، القيادية في تنظيم «الذئاب الرمادية» التركي المتطرّف، في منصب رفيع في الخارجية الألمانية، واصفين القرار بأنه اختراق لإحدى أهم الوزارات.
وبدأت الانتقادات من موقع «سيسرو» الألماني، الذي أكد أن تعيين «سويكان» كمسؤولة في قسم الدين والسياسة الخارجية لتمثل المسلمين في الخارجية الألمانية، اختراق واضح سيسمح بموجبه لتركيا معرفة ما يجري في أهم الوزارات.
وشدد الموقع على أنها «لا تمثل المسلمين الألمان، وإنما تمثل التنظيمات المتطرفة، لأنها تعتبر قيادية في اتحاد المنظمات الثقافية التركية (أتيب)، وهو أحد مكونات تنظيم (الذئاب الرمادية) المتطرف».
وقالت بعض التقارير إنها «تعمل كسكرتيرة للمجلس المركزي المسلمين، أكبر منظمة مظلية للمنظمات والجمعيات الإسلامية في ألمانيا المخترقة من جماعة الإخوان الإرهابية».
من جانبه؛ انتقد النائب البرلماني البارز عن الاتحاد المسيحي الحاكم في ألمانيا (يمين وسط)، كريستوف دي فريس، تعيين مسؤولة في «أتيب، والذئاب الرمادية، والمجلس المركزي للمسلمين، في وزارة الخارجية الاتحادية».
ورفض «دي فريس» في تصريحات صحفية، قرار التعيين، موضحاً أن «المنظمات المعادية للدستور ليست شريكة لدولتنا، ومسؤوليها لا يجب أن يعملوا في مؤسساتنا»، وفقاً لـ«العين الإخبارية».
فيما طالب النائب الآخر عن الاتحاد المسيحي، ماتياس ميدلبرغ، بتوضيحات عن آلية اتخاذ القرار: «من يتعاونون مع التيارات القومية المتطرفة (يقصد الذئاب الرمادية)، ليسوا شركاء لألمانيا، ويجب على الخارجية أن تصدر توضيحاً حول تعيين سويكان».
وكانت «سويكان» وفق ما نقله موقع «فري فيلت» الإخباري الألماني، من أشد المعارضين لإصدار البرلمان الألماني مؤخراً، قرارا يعترف بالإبادة العثمانية للأرمن في عام 1915، لذلك يحيط بتعيينها في الخارجية الألمانية الكثير من علامات الاستفهام من قبل الحركة السياسية الألمانية.
من الجدير بالذكر، أن الحكومة الألمانية، كشفت أن جماعة الذئاب الرمادية في ألمانيا، لها علاقة وثيقة مع جهاز المخابرات التركية، إذ تضمن تقرير وكالة الحماية الدستورية الألمانية، كذلك، معلومات عن الاتحاد الإسلامي لأتراك أوروبا، الذي تم تأسيسه من قبل منتسبي حركة الذئاب الرمادية في ألمانيا، وأن عدد أعضائها أكثر من 11 ألف في الولايات الألمانية وحدها، إذ تعتبر ذراع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لنشر العنف والفوضى والتطرف في أوروبا.