الرئيس الإيراني يهدد المحتجين وأحد قادته يعترف: نحن على حافة السقوط
مرصد مينا
هدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي المحتجين على مقتل الفتاة جينا مهسا أميني قائلا إنه لن يسمح بـ”أعمال الشغب” في البلاد، مضيفا في تصريحات في مطار مهرآباد في طهران بعد عودته من نيويورك: “إذا كان لدى أحد ما يقوله، فسوف يُسمع، لكن لن يتحمل أحد الاضطراب أو العبث بأمن البلاد وأمن الشعب”.
رئيسي حذر من عدم التسامح مع “من يعرض أمن البلاد للخطر”، إلا أن الاحتجاجات استمرت على مستوى البلاد لليلة السابعة على التوالي، حتى الساعات الأولى من فجر اليوم السبت، رغم تحذيرات الرئيس الإيراني المتشدد. وأعلنت منظمات حقوق الإنسان في إيران أن عدد القتلى في مدن إيران المختلفة لا يقل عن 50 شخصا، واعترف التلفزيون الإيراني بمقتل 35 شخصا.
من جهته حذر وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي مساء الجمعة من أنه سيتم رصد “مثيري الشغب” والتعرف عليهم والتصدي لهم.
وكان أحمد وحيدي، الذي سبق وأن كان من كبار الضباط في فيلق القدس، ذراع التدخل الخارجي للحرس الثوري الإيراني، يتحدث في مقابلة مع الإعلام الإيراني خصصت لأخبار حول قضية القتيلة جينا (مهسا) أميني نافيا الكسور في جمجمتها.
وحيدي أردف: “إن فكرة الأعداء فكرة خاطئة، إنهم يعتقدون أنه مع هذه الاضطرابات يمكنهم الإطاحة بهذا النظام، وهذا تفكير طفولي”.
في سياق متصل نشر موقع “غيل خبر” (Gil Khabar) مقابلة مع الجنرال عزيز الله ملكي، قائد قوات الشرطة في محافظة جيلان التي شهدت في الليالي الأخيرة مظاهرات عارمة وخاصة في عاصمتها رشت، اعترف قائلا: منذ ليال ونحن على حافة السقوط”.، إلا أن المقابلة لم تبق كثيرا على صفحة الموقع فسرعان ما حُذف الخبر نظرا لخطورة وصوله إلى المحافظات الأخرى فتنهار معنويات قوات الأمن الإيرانية التي تواجه أمواجا بشرية محتجة كسرت حاجز الخوف وترفض الخضوع لأوامر السلطات.
ولكن كان النشطاء بالمرصاد حيث صوروا الصفحة التي نشر عليها الخبر حيث قال ملكي: ثمة اختلافات بين القادة والجنود في القوات الأم بخصوص طريقة مواجهة الاحتجاجات التي وصفها بـ”أعمال الشغب”.
وأكد على أن هذه الاختلافات تسببت في تقدم المحتجين في المحافظة وخاصة في العاصمة رَشت، موضحا أن “معظم المحتجين من مواليد العقد الأول من الألفية الثانية”، أي لم يشهدوا لا الثورة في إيران ولا الحرب العراقية الإيرانية.
كما اعترف أيضا بالقول: “لولا إرسال قوات من المحافظات الأخرى لسيطر المحتجون على المحافظة”، إلا أنه أشار إلى أن المحافظات الأخرى تواجه هي الأخرى “نفس التحديات، وقلة العدد في صفوف عناصر الأمن”، واصفا ذلك بالأخطر.
إلى ذلك شهدت مختلف المدن الإيرانية وخاصة العاصمة طهران سيطرة المحتجين على الشوارع، وترددت أنباء عن تراجع قوات الأمن في مدينة أشنوية في كردستان إيران وسيطرة المحتجين على شوارع المدينة.
وكانت الفتاة الكردية التي بلغت من العمر 22 عاما قد سافرت إلى طهران مع عائلتها لزيارة أقاربها، إلا أنها دخلت في غيبوبة بعد ساعات من اعتقالها من قبل دورية الآداب ونقلها إلى شرطة “الأمن المعنوي” التابعة لوزارة الداخلية التي يترأسها وحيدي، ولاحقا توفيت في مستشفى كسرى يوم 13 سبتمبر.