السعودية: خطر سياسات إيران مستمرّ على الأمن الدولي والمنطقة
السعودية/ النمسا (مرصد مينا) – أكدت السعودية، على ضرورة معالجة الخطر الذي تُشكِّله سياسات إيران على الأمن والسلم الدوليين بمنظور شامل لا يقتصر على برنامجها النووي فقط، وإنما يشمل أنشطتها العدوانية كافة.
جاء التأكيد السعودي، خلال كلمة ألقاها سفير السعودية في النمسا، ومحافظها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأمير عبد الله بن خالد بن سلطان، في دورة مجلس محافظي الوكالة، مشيراً إلى أنها تستمرّ «بالتوَسُّع في استخدام أَجْهِزة الطَّرْد المركزية المُتقَدِّمَة، كَتَصعيد إيراني مستمر لِتلْك التجَاوُزات التي انْعَكَسَت خلال التقارير السابقة في هذا الشأن».
وأشاد السفير السعودي، بالدَّوْر المهم الذي «تقوم به الوكالة ومديرها العام، فيما يتعلق بالتحقُّق والرَّصد من برنامج إيران النووي، وعلى المهنية والشفافية العالية اللتين يتمتع بهما مفتشوها».
ولفت الأمير سلطان، إلى تقرير المدير العام للوكالة «وما تضمنه من ارتفاع كمية اليورانيوم المُخَصَّب في إيران فوق القيود المسموح بها في الاتفاق»، وفقاً لصحيفة «الشرق الأوسط».
وأوضح السفير خلال كلمته، أن «هذا الأمر يُؤَكّد نِيّة إيران مِن هـذا الاتفاق، لكَوْنهَا وَجَدَت فِيه مُنْذ البِدَايَة أَوْجُه قُصور قَامَت بِاستخدَامِهَا كَجِسْر لِلوصول إلى مُبْتَغَاها في مُحَاولة الحُصول على السِّلاح النووي، وابْتزَازِها وَتَهْدِيدَها الدَّائِميْن لِلْمُجْتَمع الدّولي».
وأكد الأمير أن إيران تتبع السِّيَاسَة نفسها «القائِمَة على الخِدَاع والمُرَاوَغَـة بِاحتفَاظِهَا بِمُكَوِّنَات عَدِيدة مِن بَرْنامَجِهَا النووي غَـير السِّلْمِي، إِلى جَانبِ إِصْرَارِها على تَطْويرِ وَسَائِلِ الإِيصال».
وأشار السفير السعودي، إلى ما أكده تقرير أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بتاريخ 11 حزيران/يونيو الجاري، من أن «الصواريخ التي استهدَفَت مَصَافي النِّفْط في السعودية خلال شهري أيار/ مايو، وأيلول/ سبتمبر من عام 2019، إيرانيَّة الأصل، الأمر الذي يُعَدُّ انتهاكاً صارخاً من إيران لقرار مجلس الأمن رقم 2231».
وأعرب الأمير عن «قلق بلاده البَالغِ من استغلال إيران وانتهازها لأوجُهِ القُصُور التي يَتَضَّمَنُها هذا الاتفاق، باستخدامِها العَائدِ الاقتصادي مِنْ رَفْع العقوبات عليها في دَعْـم الجَّماعاتِ الإرهابية، وإثارة الاضطرابات، وتكثيف أَنْشِطَتِهَا المُزَعْـزِعَة لاستقرار المنطقة بشكلٍ خاص، والعالم أجمع، عِوَضاً عن تسخيرها لِخِدْمَة تَنْمِيتِها الدَّاخلية وتحسين أوضاع الشعب الإيراني».
وأكد السفير السعودي، في ختام كلمته الشاملة حول التمادي الإيراني، أن هذهِ التجَاوُزات الإيرانية المُستمرة المُرتبطة بِخُطَّة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) يَجعلُ مِن الضروري إِيجاد اتفاق نووي أَشْمَل، يُعَالِج أَوْجُه القُصور في الاتفاق الحالي، لافتاً إلى أن موقف السعودية في هذا الشأن يُؤكِّد ضرورة مُعالجَة الخَطَرِ الذي تُشَكِّلُهُ سِياسَات إيران على الأمن والسلم الدّوليين بِمَنظور شامل لا يَقْتَصِرُ على برنامجها النووي، بَلْ يَشْمَلُ أَنْشِطَتِها العُدْوانيّة كافّة، بِمَا في ذلك تَدَخُّلاتِها في شُؤونِ دُوَلِ المنطقة ودَعْمِهَا لِلإرهاب، وَيَقْطَعْ جميع السُّبل أمام إيران لِحِيَازَة أسلحة الدَّمار الشامل.