السلطات العراقية بين مقلاة أمريكا ونار الحشد
ما تزال تداعيات المواجهة الأمريكية الايرانية تنعكس على الأراضي العراقية التي أصبحت ميداناً وساحة صراع بين طهران وواشنطن؛ حيث يمارس كلا الطرفين ضغوطه على أذرعه ووكلائه؛ ويحرك أوراقه لمحاصرة خصمه.
ومع اتجاه ايران لتحريك التيارات السياسية الشيعية الموالية لها في العراق؛ تقوم أمريكا بمحاصرة الحكومة العراقية والضغط عليها لعدم الانجرار وراء الدعوات الايرانية التي يطلقها نوابها وميليشياتها بين فترة وأخرى.
وإن كان قرار تصفية سليماني قد اتخذ بعد الاعتداء الكبير من حشود حركتها أصابع ايرانية على السفارة الأمريكية في بغداد؛ فإن القصف الأخير الذي استهدف السفارة بصواريخ كاتيوشا.. ربما لم تنتهي تبعاته بعد.
ادراك الحكومة العراقية لمخاطر ومنزلقات ما جرى دفعها لإطلاق تحذيرات واستنكار عبر بيان رسمي اليوم الاثنين، أعربت فيه وزارة الخارجية العراقية “عن رفضها القاطع، واستنكارها للعدوان الذي استهدف سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالقصف بقذائف كاتيوشا”.
وقالت الوزارة في بيان نشرته صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك”: “في الوقت الذي تشدّد فيه الوزارة على استهجانها لهذا العمل العنيف المُدان قانونا وعرفا، تؤكّد أنها حريصة أشد الحرص على حفظ حرمة جميع البعثات الدبلوماسية العاملة في العراق؛ وذلك التزاما ببنود اتفاقية فيينا لتنظيم العلاقات الدبلوماسيّة بين بلدان العالم، وحرصاً على العلاقات الثنائيّة، ورعاية للمصالح المُتبادلة للجميع”.
وأضاف بيان الوزارة: “العراق يؤكّد أن مثل هذه الأفعال لن تؤثر في مُستوى العلاقات الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن، التي تشهد ارتقاء على طريق تحقيق تطلعات الشعبين الصديقين، كما أنّ السلطات الأمنيّة المعنيّة قد شرعت في إجراءاتها التحقيقـيّة للكشف عن الجناة، وتقديمهم إلى العدالة؛ لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات، ممّا قد يجرّ العراق لأن يكون ساحة حرب لأطراف خارجيّة”.
من جهتها؛ أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الاثنين، أن “المليشيات الإيرانية” تواصل تهديد أمن العراق، داعية السلطات العراقية إلى حماية المنشآت الأمريكية في البلاد . حيث أكدت الخارجية الأمريكية أن المنطقة الخضراء، حيث السفارة الأمريكية ببغداد، تعرضت للقصف.