fbpx
أخر الأخبار

السلطة السورية الجديدة.. التحديات والفرص

زاوية مينا

هي اللحظة التي تفتح بوابات لا حدود لها على ما يمكن أن تؤول اليه سوريا، فالسلطة الجديدة بمواجهة مجموعة من التحديات (وكذلك الفرص).

ربما سيكون التحديين الأبرز بمواجهتها:
ـ الفصائل الأكثر راديكالية، بل “داعش” على وجه التحديد.
وفلول النظام، ومن الخلل الإقلال من مخاطرهم.

على الجانب الأول، فقد كان الصراع مديداً ما بين داعش وهيئة تحرير الشام، دون نسيان أن الهيئة قد انحدرت من القاعدة، ثم افترقت عنها، مع كل ما يؤشر إلى أن “داعش” لم تتخل عن مشروعها بعد، كما لم تُجتّث بما يكفي للقول بخروجها من الصراع في سوريا وعلى سوريا، ومعركتها مع الهيئة لم تتوقف بعد، بل ستتضاعف أسبابها ما بعد انتقال الهيئة من الثورة إلى الدولة.

أما فلول النظام، فثمة الكثير من المؤشرات التي تقول بأنهم يعيدون تنظيم أنفسهم في منطقة الساحل على وجه التحديد، مستثمرين بانفلات السلاح، ونهب مخازنه العائدة للنظام السابق، كما بالأموال التي يدخرونها كخلاصة من خلاصات فسادهم وقد امتد لنصف قرن من نهب موارد البلد.

الصراع مع داعش، بالقدر الذي يحمل مخاطر، هو مفتوح على الكثير من الفرص، فثمة حقائق من بينها:

ـ قيادة الهيئة، وقد تحوّلت إلى دولة، لابد ويعرفون ما في تلافيف أدمغة الدواعش.. تكتيكاتهم، أدواتهم، امتداداتهم، ووسائلهم القتالية، وهذا حال سيسهّل على الهيئة مواجهتهم، وستزداد فرص انتصار الهيئة (وقد تحوّلت إلى الدولة)، فيما لو عثرت على الوسائل الكافية للتنسيق مع قوى التحالف الدولي، ولابد أن القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا سترحب يهكذا تعاون.

غير أن المعركة لابد وستحدث، والمواجهة لابد واقعة، والمسألة برمتها مسألة وقت.

وعلى الجانب الثاني، ففلول النظام لابد وتستثمر في مجموعة من المعطيات:

ـ الاستثمار في البعد الطائفي والاشتغال على تجنيد علويي الساحل وقد امتلأت شرائح واسعة منهم بالاعتقاد أنهم مقبلون على تصفيات عرقية.

ـ الاستثمار في فقر الناس وعوزهم، وبالتالي تجنيدهم كمرتزقة لدى مجموعات الفلول الأكثر تنظيماً.

ـ الاستثمار في البنية الجغرافية للساحل بجباله ومتاهات المكان.

وستتمثل المعيقات بمواجهة فلول النظام بـ :
ـ رفض الحاضنة الشعبية (والعلويين على وجه التحديد) لفلول النظام السابق وقد عانى العلويون من فساد الفلول إياها، كما عانى معظم السوريون من البيئات الأخرى.

هذا بالإضافة لاشتغال السلطة السورية الجديدة على احتواء هذه الحاضنة، دون إغفال مجموعة من الأخطاء التي تعيق مثل هذا الاحتواء، غير أن المؤكد، أن البيئة العلوية بأكثريتها، باتت تدرك حجم الكارثة التي ساقهم اليها نظام الأسد الساقط، ما سيسهّل على السلطة الجديدة مواجهة هذه الفلول، مع الانتباه بما يكفي إلى اللعبة الإيرانية التي لم تُقرّ بهزيمتها في سوريا بعد، والتي قد تشتغل على خطوط إمداد الفلول بالمقاتلين والسلاح، فمعركة سوريا، هي آخر معارك سلطة الملالي التي تعني في حال خروجهم منها، خروجهم من المنطقة بجغرافيتها وتاريخها.

الحال السوري لم يستقر بعد، فما حدث طوفان، وليس من طوفان يرتّب نفسه بسهولة.

بمواجهة السلطة الجديدة تحديات، وإلى جانبها ثمة ما يكفي من الفرص.
اللعبة الآن تحمل عنوان:
ـ كيف تواجه التحديات، وكيف تستثمر بالفرص.

هذه سوريا.. بوابة الشرق من يمسك بمفاتيحها يمسك بالشرق كله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى