السودان.. “البرهان” يعتزم اعتزال السياسة والتقاعد من الجيش
مرصد مينا- السودان
يعتزم رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول “عبد الفتاح البرهان”، ترك السياسة والتقاعد من القوات المسلحة بعد انتخابات عام 2023، حسبما قال في مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز”، اليوم الأربعاء.
الصحيفة نقلت عن البرهان قوله، إنه ملتزم بإجراء انتخابات 2023 وإعادة السلطة إلى المدنيين، وذلك في تصريحات تأتي بعد احتجاجات حاشدة وإدانة دولية واسعة لتحركات الجيش الشهر الماضي.
وأضاف “البرهان”، والذي يحظر عليه الاتفاق الانتقالي في السودان عام 2019، خوض الانتخابات، إنه سيترك السياسة في عام 2023، متابعا: “بعد ذلك، سأغادر وأهتم بعملي الخاص، كما سأترك القوات المسلحة”.
في السياق، اعتبر رئيس مجلس السيادة، أن الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف الفاعلة في البلاد، يوم الأحد، مع رئيس الوزراء “عبد الله حمدوك”، يسمح بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة دون سياسيين، والتركيز على القضايا الأساسية في الفترة الانتقالية، مثل الاقتصاد والانتخابات والسلام والأمن.
يشار إلى أن القادة العسكريون والمدنيون في السودان، اتفقوا يوم الأحد، على عودة حمدوك كرئيس للوزراء والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.
بدوره، قال “حمدوك” إنه وافق على الاتفاق لإنهاء ما وصفه بـ”حمام الدم” الذي حدث في الأسابيع الأخيرة، حيث قال أطباء إن العشرات قُتلوا خلال الاحتجاجات المناهضة لتدخلات الجيش، لكن منتقديه يجادلون بأن السياسيين المدنيين استسلموا للمكون العسكري.
يذكر أن الجيش السوداني بقيادة البرهان، أطاح في الشهر الماضي، بحكومة حمدوك وأعلن حل مجلس السيادة المشكل في أعقاب سقوط الرئيس السابق عمر البشير، واعتقل العديد من المسؤولين.
لكن سرعان ما أطلق سراح حمدوك وأبقاه تحت الإقامة الجبرية لبعض الوقت، وسط تنديد محلي ودولي. أعقب ذلك جهود وساطة ومحادثات مباشرة لتدارك الأزمة التي هددت التحول الديمقراطي في البلاد وتسببت في تعليق المساعدات ووقف جهود شطب الديون.
ومنذ الإطاحة بالبشير عام 2019، يحكم البلاد مجلس مدني وعسكري مشترك (السيادة)، برئاسة البرهان، وكان من المقرر أن يسلم الرئاسة إلى حمدوك هذا الشهر، لكنه سيبقى الآن كرئيس.