السودان يواجه حرارة قياسية تلامس 50 درجة مع تفشي وباء السحايا
مرصد مينا
تشهد السودان هذه الأيام موجة حر شديدة، حيث وصلت درجات الحرارة في ولاية البحر الأحمر إلى قرابة 50 درجة مئوية، وسط معاناة كبيرة للسكان.
وفي نفس الوقت، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 186 إصابة بمرض السحايا، بينها 15 حالة وفاة في سبع ولايات مختلفة.
وقالت الهيئة العامة للأرصاد الجوية إن مدينتي بورتسودان ودنقلا شمال السودان سجّلتا اليوم الأربعاء 44 درجة مئوية، في حين وصلت الحرارة الثلاثاء إلى 46.5 درجة مئوية.
كما تراوحت درجات الحرارة بين 45 و46 درجة في ولايات نهر النيل والشمالية.
وتُعزى هذه الموجة الحارة إلى تأثير منخفض الهند الموسمي الذي يغطي معظم أنحاء السودان، بالإضافة إلى مرور الفاصل المداري شمال كسلا ودنقلا وعطبرة وشمال الأبيض والفاشر والجنينة.
ويتوقع أن يستمر الطقس حاراً جداً نهاراً ودافئاً ليلاً في الشمال والشرق والوسط، مع برودة نسبية في الجنوب والغرب ليلاً.
من جهة أخرى، تزداد معاناة الأهالي بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر خلال النهار، مما يزيد من حدة الظروف الصعبة في ظل حرارة مرتفعة.
وأكدت مريم علي، إحدى سكان بورتسودان، أن حتى ليالي الصيف لم تعد مريحة بسبب الحرارة المرتفعة، مضيفة أن توفر مياه الشرب لا يزال محدوداً لكنهم يعتمدون على الآبار الارتوازية لمياه الاستخدامات المنزلية.
وفي تطور صحي خطير، أعلنت وزارة الصحة السودانية تفشي مرض السحايا في البلاد، حيث تصدرت ولاية الجزيرة قائمة الإصابات بنسبة 64%.
وتعمل السلطات على تكثيف حملات التوعية، وتوفير اللقاحات والعلاج للحد من تفشي المرض، الذي ينتقل عبر الرذاذ التنفسي ويزداد انتشاره في ظل درجات الحرارة العالية والازدحام.
أما عن الطقس، فتتوقع الأرصاد هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة في بعض الولايات مثل جنوب البحر الأحمر وكسلا والخرطوم وجنوب شرق الجزيرة، مما قد يساهم في تخفيف حرارة الصيف الشديدة.
ودعت وزارة الصحة المواطنين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، منها تجنب الازدحام غير الضروري، وشرب كميات كافية من السوائل، واستخدام مظلات الرأس عند التنقل، بالإضافة إلى مراجعة المراكز الصحية فوراً عند ظهور أعراض مثل الصداع الشديد، أو ارتفاع الحرارة، أو تصلب الرقبة، أو الطفح الجلدي.
جدير بالذكر أن السودان يعاني منذ أبريل 2023 من حرب أهلية طاحنة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في صراع على السلطة، تسببت بمقتل عشرات الآلاف وتهجير الملايين، كما أدت إلى تدمير جزء كبير من البنية التحتية للبلاد، لا سيما قطاع الكهرباء.
