الشاهد قيصر: أوباما كان أكبر عقبة أمام محاسبة النظام
كشف المصور المنشق عن الأمن السوري، والمعروف باسم “قيصر”، أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما”، كانت العائق الحقيقي أمام محاسبة النظام السوري، في قضية الصور المسربة من معتقلات النظام، والتي يعتبر “قيصر” الشاهد الأساسي بها.
ولفت “قيصر” في حديث له مع موقع العربية نت، إلى أن رفض “أوباما” لشهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، دفع “قيصر” وشريكه “سامي” – اسم مستعار- للكذب على الإدارة الأمريكية، والقول بأن زيارتهما للولايات المتحدة تهدف للاجتماع بمكتب FBI للتأكد في إذا ما كان بين الضحايا الظاهرين في الصور، رعايا أمريكيين.
وأضاف “قيصر”: “عندما علمت الإدارة الأمريكية بحقيقة سعينا لشهادة أمام مجلس النواب حاولت المماطلة في إعطائنا تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة إلى وقت لا تنعقد فيه جلسات مجلس النواب، وبالتالي عدم إمكانية تقديم الشهادة”
أما عن فكرة الانشقاق والتصوير وأول مهمة كلف بها من قبل أمن نظام “بشار الأسد”، أشار قيصر إلى أنه فكر بالانشقاق منذ البداية، لافتاً إلى أن جهازه الأمني كلفه مع عددٍ من زملائه بتوثيق حالات وفاة معينة في إحدى المشافي العسكرية.
وأردف “قيصر”: “في أول مهمة لي صورت قرابة 15 جثة في مشفى 601 العسكري بمنطقة المزة، لاحظت أن الضحايا تعرضوا للتعذيب، في تلك اللحظة قررت الانشقاق فوراً ومغادرة البلاد، لأنني لا أريد أي دور في الدم السوري رغم أن عملي اقتصر في حينه على التصوير فقط”، لافتاً إلى المناقشة مع صديقه “سامي” أخذت قراراً أكثر خطورة، وهو البقاء في دمشق ومواصلة العمل على توثيق الجرائم، عبر 55 ألف صورة لضحايا فيهم آلاف النساء والأطفال وكبار السن، تم تعذيبهم حتى الموت، بحسب الشاهد.
إلى جانب ذلك، روى المصور “قيصر” جانباً من عمليات التعذيب، التي كان المعتقلون قد تعرضوا لها، موضحاً أن الكثير من الجثث كانت بعض أعضاءها مبتورة أو مقلوعة الأعين أو محطمة الأسنان، لافتاً في الوقت ذاته، أن معظم الجثث كانت تعاني من هزل شديد، نتيجة سياسة التجويع المتعمدة من قبل النظام.
أما الشاهد الثاني في القضية “سامي”، أشار إلى انه بدء مع “قيصر” بالتنسيق للقيام بأعمال التوثيق في بداية الشهر الثاني للثورة السورية، مضيفاً: “كنت أزود القيصر بالذاكرة الإلكترونية ليحفظ الصور عليها من مقر عمله ونقلها عبر طريق طويل من المخاطر حتى تصل إلى يدي حيث تبدأ المرحلة الثانية من عملية الحفظ والتوثيق”.
وأردف “سامي”: “كان الخوف يلازمنا طوال الوقت من احتمال مداهمة البيوت أو فقدان الوثائق تحت أي ظرف، لذلك اتخذت الإجراءات الكفيلة بوصول الصور إلى من يستطيع نشرها وفضح النظام بحالة موتي أو اعتقالي.