الشرع خلال لقائه بوزير الخارجية التركي يؤكد على حصر السلاح بيد الدولة
مرصد مينا
عبر قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، ووزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، عن توافقهما حول ضرورة حل جميع الفصائل المسلحة وتسليم سلاحها للدولة السورية، بما في ذلك الفصائل الكردية.
وخلال زيارته الرسمية إلى دمشق، أكد فيدان أنه “لا مكان لمسلحي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في مستقبل سوريا”.
وأشار إلى أن المرحلة الحالية تشكل فرصة لسوريا لبناء اقتصادها والتخلص من الإرهاب، مما يمهد الطريق لرفع العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الشرع في قصر الشعب في دمشق عقد مساء الأحد، قال فيدان: “بحثت الشرع، قضية وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني”.
وقال إنه بحث مع الشرع موضوع استقرار سوريا وعودة اللاجئين، مؤكداً أن “هدف تركيا هو مساعدة سوريا على النهوض وإعادة ملايين اللاجئين والنازحين”. وشدد على ضرورة البدء في عملية إعادة إعمار البنية التحتية في سوريا، سواء في المجالات الأساسية أو غيرها.
وأوضح وزير الخارجية التركي أنه لاحظ لدى الإدارة الجديدة في سوريا “العزيمة والإصرار على تحسين الوضع”، مؤكداً أنه يجب مساعدتها في هذه المرحلة المهمة.
وأشار إلى أن إعادة هيكلة المؤسسات السورية تتطلب وقتاً، وأن بلاده مستعدة للمساعدة في هذه العملية.
كما أكد فيدان أن أنقرة ستقف إلى جانب السوريين في إعادة بناء مؤسسات الدولة، مشددًا على ضرورة إنشاء نظام يحمي الأقليات ويضع دستوراً جديداً يحترم جميع الطوائف في سوريا.
وأوضح أن الإدارة السورية الجديدة تعلمت من أخطاء النظام السابق وابتعدت عن سياسة “فرّق تسد”، مشددا على أن تركيا لن تسمح بوجود أي تنظيم إرهابي داخل سوريا، لافتاً إلى أن الإدارة السورية الجديدة عازمة على مكافحة التنظيمات الإرهابية بكل حزم.
من جانبه، شدد الشرع على ضرورة نزع السلاح من كافة الفصائل المسلحة، قائلاً: “لن نسمح أبداً بوجود سلاح خارج يد الدولة، الفصائل المسلحة ستحل نفسها تباعاً، وهذا يشمل المسلحين في مناطق سيطرة قوات قسد (قوات سوريا الديمقراطية)”.
وأضاف أن وجود أي جهة مسلحة في أي مكان يشكل تهديداً للأمن والاستقرار، مؤكداً على أن هذه الإجراءات ضرورية لضمان وحدة سوريا واستقرارها.
كما دعا الشرع إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا بعد زوال أسبابها بتغيير النظام السابق. وأكد على ضرورة التوصل إلى توافق دولي يضمن استقرار سوريا ووحدة أراضيها.
وأشار إلى أن نصف الشعب السوري يعيش خارج البلاد وأن البنية التحتية للاقتصاد قد دمرت، معترفاً بالتحديات الكبيرة التي تواجههم. كما شدد على أهمية تخفيف معاناة الشعب السوري قدر الإمكان
وفي سياق متصل، عبر وزير الخارجية التركي عن تفاؤله بمستقبل سوريا، قائلاً: “نأمل أن تكون الأيام السوداء في سوريا قد ولت، وتنتظرنا أيام أفضل”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال الجمعة، إن وزير الخارجية هاكان فيدان سيتوجه إلى دمشق لإجراء محادثات مع الإدارة السورية الجديدة.
وتعد هذه الزيارة هي الثانية لمسؤول تركي رفيع إلى سوريا منذ سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر. حيث قام رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالين بزيارة دمشق في 12 ديسمبر، حيث التقى الشرع.
والجمعة أفادت تقارير صحافية تركية أن الرئيس أردوغان من المقرر أن يزور دمشق في الأيام المقبلة، دون أن ذكر تاريخ محدد للزيارة.