الشمال السوري ضحية اتفاق "خفض التصعيد"
في أحدث تصريح له قال وزير الخارجية الروسية “سيرغي لافروف” في لقاد له مع صحيفة “راينيس بوست” الألمانية: “لا يمكننا أن نتسامح إلى ما لا نهاية مع وجود عشرات الآلاف من المتشددين المتطرفين المرتبطين بتنظيم القاعدة- تنظيم إرهابي محظور في روسيا- في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وسنبحث في الوقت نفسه، عن حل لا يضر بالسكان المدنيين”، علما أن روسيا وتركيا، كانتا قد ابرمتا اتفاق خفض تصعيد في المنطقة المستهدفة، إلا أن موسكو لم تلتزم بما صرحت، ولم تتحمل تركيا ما تعهدت به.
وادعى الوزير الروسي أن عمل بلاده العسكري في سورية، هو من مصلحة الاتحاد الأوربي، لتقليل تدفق المهاجرين، حيث قال “لافروق” في حديثه:”لقضاء على بؤرة الإرهاب في سوريا يعتبر من مصلحة الاتحاد الأوروبي، لأنه سيخفض مستوى التهديد الإرهابي القادم من المنطقة، ويقلل من تدفق المهاجرين”.
ونفذ طيران الجو الروسي أمس الأربعاء 17 تموز الجاري، 8 غارات دفعة واحدة وفي اقل من ساعة على مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب، أصيب العشرات من المدنيين إضابات بالغة، فقد بث ناشطون سوريون من مكان الغارات فيديوهات لأشخاص اشتعلت أجسادهم وهم مازالوا أحياء.
حول تصريحات وزير الخارجية الروسي وقوله “حل لا يضر بالمدنيين” قال مدير شبكة دراية الإعلامية في مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب “عمر المعراوي” لـ “مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي“:”وليلة الأمس هدمت المنازل والمنشأة الحيوية في جسر الشغور على أيدي طائرات الاحتلال الروسي، ٣ طائرات حربية روسية تناوبت على قصف الأحياء المدنية في جسر الشغور الساعة ١ ليلة الأمس الأربعاء، محطة مياة مدينة معرة النعمان أخرجت عن الخدمة بسبب قصف الطائرات الروسية”.
وتابع “المعراوي” كلامخ قائلاً:”الحملات الجوية جميها لنظام الأسد تكون بأوامر روسية، وطائرات الاستطلاع الروسية هي من تعطيهم الأحداث”.
ويعتبر المصدر، ومئات السوريين من السوريين روسيا دولة احتلال، استولت على مفاصل الدولة السورية، ووقصفت الشعب بغية إخماد الثورة، التي يقولون أنها لن تنطفأ.
وكان الرئيس الروسي “فلادمير بوتين” شخصياً صرّح أكثر من مرة، بأن سوريا مكان جيد للتدريب الميداني للجنود والضباط الروس، إضافة لافتخاره بإيجاد مكان لتجريب الأسلحة الروسية فيه- قاصداً المدنيين في سوريا-.
كما قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي “فاليري غيراسيموف”:”جرّب الجيش الروسي 200 سلاح جديد خلال سنتين من حرب سوريا، نتيجة هذه التجارب، حققنا قفزة نوعية في مجال تقنيات الطائرات دون طيار، والتي صارت جزئاً حيوياً من جيشنا”.
وكان قد سجَّل التقرير 17 حادثة اعتداء على منشآت مدرجة ضمن الآلية الإنسانية لتجنب النزاع نفَّذتها قوات الحلف السوري الروسي منذ أيلول/ 2014 حتى 12/ تموز/ 2019، استهدفت هذه الحوادث تسع منشآت طبية، وقد وقعت معظم الهجمات في عامي 2018 و2019، كما أشار التقرير إلى أنه من بين 17 حادثة اعتداء وقعت تسع حوادث في غضون الحملة العسكرية الأخيرة على منطقة إدلب لخفض التصعيد بين 26/ نيسان و 12/ تموز/ 2019.
أكَّد التقريرالصادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، والذي تسلم مرصد “الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي” نسخة منه أنَّ النظام السوري والروسي مستمران في قصف المراكز الطبية بسلاح الجو، الذي لا يمتلكه أحد سواهما في تلك المنطقة، وإنَّ قصف المراكز الطبية على نحوٍ مقصود يُشكِّل جريمة حرب، وأشار إلى أن الآلية الإنسانية لتجنُّب النزاع لم تُساهم في حماية المراكز الطبية في النزاع السوري، بل ربما وفَّرت إمكانية لوصول النظام الروسي أو السوري إلى البيانات التي قامت المنظمات الطبية السورية بتزويدها بها.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي