الصين محور قمة الناتو في لندن
حضرت الصين وبقوة خلال قمة الناتو في العاصمة البريطانية “لندن”، إذ يثير التنين الصيني فزع أوربا وأمريكا.
حيث أصدر قادة حلف شمال الأطلسي بيانا ختامياً مشتركاً، اليوم الأربعاء، أكدوا فيه “تضامنهم ووحدتهم” رغم خلافات حول الإنفاق والاستراتيجية استبقت قمتهم، ومما جاء في البيان الختامي: “كي نحافظ على الأمن يجب أن نتطلع إلى المستقبل سويا” كما وأقر البيان بـ”التحديات” التي يمثلها تصاعد نفوذ الصين متعهداً “بتحرك أقوى”، له لمواجهة التمدد الصيني، والحفاظ على الوجود الأوروبي.
وأوضح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي –الناتو- “ينس ستولتنبرغ”: “أن القمة تطرقت إلى الحديث عن التحديات التي تمثلها الصين، مضيفا “نعمل على تشجيع الصين على توقيع اتفاقيات معنا”.
وأوضح “ستولتنبرغ” حديثه في مؤتمر صحفي: “لدينا خطط لحماية جميع الأعضاء بما فيها دول البلطيق . . . إن كندا والدول من خارج أوروبا اتفقت على زيادة الإنفاق في الحلف”، كما اتفقت الدول الأعضاء في الحلف على تشغيل أنظمة الجيل الخامس من الاتصالات وذلك من خلال شبكات مؤمنة فقط.
وعن الخلافات بين أعضاء الناتو، قال ستولتنبرغ: “ليست بالأمر الجديد، وقوتنا تكمن في قدرتنا على تجاوزها”، مشددا على أهمية تعزيز البعد السياسي للناتو.
وتطرق “ستولتنبرغ” إلى العلاقة مع روسيا قائلاً: “حلف الناتو دائما ما يفضّل الحوار مع روسيا، وعلينا تجنب سباق تسلح معها لأن ذلك سيكون مكلفا وخطيرا”.
ويمثل التصاعد الصيني التحد الأكبر للدول الأوربية في المستقبل القريب، إذ نجحت وقاربت المستوى الأوروبي في مجالات عدة، أهمها اكتشافات الفضاء.
وبدأت الصين خطوات فعلية لتغلغل في أوربا عبر مشروعها “الحزام والطريق”، حيث وقّعت الصين مع إيطاليا مذكّرة تفاهم بشأن مبادرة “الحزام والطريق”، لتصبح بذلك إيطاليا أول دولة في مجموعة الدول الصناعية السبع التي انضمت إلى فكرة التكامل الاقتصادي الأوروبي الآسيوي التي تروج لها بكين بنشاط، وعلى الرغم من أن الاتفاقات غير رسمية، إلا أن هذا المشروع يعتبر إنجازا كبيرا بالنسبة للصين تجاهله الغرب، وبالنظر إلى الاستثمارات الصينية الضخمة في أوروبا، قد يتغير كل شيء.
ولاقت الخطوة الإيطالية هذه استياءً أوروبياً كبيراً، فمن جانبه، حذر رئيس الوزراء الهولندي إيطاليا من السذاجة السياسية، ذلك أن بكين باستخدام مثل هذه الاتفاقات تعزز مصالحها الوطنية الخاصة في أوروبا، في المقابل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنجيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبي، للقاء الوفد الصيني في قصر الإليزيه حينها، ومن الواضح أن الرئيس الفرنسي يقبل بناء علاقات مع الصين لكن في إطار سياسة أوروبية واحدة وليس فقط مع الإيطاليين الضعفاء.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي