الضغوط الإيرانية تعرقل مفاوضات نزع سلاح الفصائل في العراق
مرصد مينا
توقفت الجهود العراقية لمعالجة وضع الفصائل المسلحة نتيجة غياب التواصل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى جانب قرار إيراني بعدم تقديم “تنازلات مجانية”.
وأفادت مصادر أمس الأربعاء بأن القوى الشيعية ناقشت مسارين لحل الأزمة، الأول يقضي بحل الفصائل المسلحة وتسليم سلاحها لـ”هيئة الحشد الشعبي” والتحول إلى العمل السياسي، إلا أن تعقيدات العلاقة بين الحشد والفصائل تجعل هذا الخيار غير عملي.
أما المسار الثاني، فيتمثل في تجميد الفصائل بالتزامن مع إعادة هيكلة “الحشد الشعبي”، بما في ذلك تعيين قائد جديد من الجيش بشرط أن يكون مقرباً من “محور المقاومة”.
لكن هذه الخطط توقفت بسبب قرار إيراني يقضي بعدم الخضوع للضغوط الخارجية بشأن الفصائل والحشد، حيث ترى طهران أنه لا حاجة لتقديم تنازلات غير محسوبة.
وكانت حركة “أنصار الله الأوفياء”، أحد أبرز الفصائل الشيعية المسلحة، أعلنت نهاية يناير الماضي موقفها الرافض للتخلي عن السلاح، في تأكيد على استمرار وجودها العسكري.
وجاء ذلك بعد أيام فقط من تصريح حركة النجباء، بقيادة أكرم الكعبي، التي أعلنت تعليق عملياتها ضد إسرائيل لكنها رفضت حل نفسها أو تسليم أسلحتها.
وصرّح القيادي في “أنصار الله”، علي الفتلاوي، بأن الحديث عن نزع سلاح الفصائل غير واقعي، مشيراً إلى استمرار التواجد العسكري الأميركي في العراق كسبب رئيسي لتمسك الفصائل بسلاحها.
في المقابل، لا تزال الحكومة العراقية تناقش سبل ضبط السلاح خارج مؤسسات الدولة. حيث شدد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على ضرورة فرض سيطرة الدولة على السلاح، في حين أشار وزير الخارجية فؤاد حسين إلى أن الحكومة تسعى لإقناع الفصائل المسلحة بتسليم أسلحتها.
هذا التطور يعكس الانقسامات العميقة حول مستقبل الفصائل المسلحة في العراق، بين الضغوط الداخلية والدولية، والتوازنات السياسية المعقدة في البلاد.