fbpx
أخر الأخبار

العاهل الأردني: إصلاح النظام في سوريا؟ نعم.. الإطاحة به: لا

هي العائلة التي أستمدت منها الدولة الإسم “الهاشمية”، هي الدور في الصيغة، وهي المنتج الأكثر دقة في السياسات الانكليزية التي لاتستعجل لأن “ليس لديها وقت لتضيعه”.

ألم ينبه ونستون تشرشل سائقه:”قُد بهدوء لأننا مستعجلون”.

دور هو “الجسر” لإسرائيل نحو العراق، وهو الجدار بمواجهة سوريا للامتداد نحو الربع الخالي، أما عن مستلزمات الدور في الصيغة، فلم يعد ثابتًا بعد تحولات هائلة في المنطقة، أسقطت أنظمة وفككت دولاً وغيبت الصيغة القديمة باتجاه صيغة عنوانها:

ـ الماضي مات والمستقبل لم يولد بعد.

وعليه كانت سياسة الملك عبد الله الثاني، العاهل الأردني إزاء النظام في سوريا “قُد بهدوء لأننا مستعجلون” ومن تجلياتها أنه لم يقف في جبهة النظام، وفي ذات الوقت ترك النوافذ مفتوحة مع النظام، استقبل “الموك” على أراضيه وترك لإعلامه التعامل الأقل هجائية مع النظام، واستقبل الفارين من بطش النظام، دون أن يطلق لهم اليد في عمّان وقد حاصرهم بالمخيمات، وكل هذا لابد ويأتي من قراءات بالعقل الإنلكيزي لمسألة شرقية بالغة التعقيد، فالرجل يعلم تمام العلم أن عائلة الأسد هي دور في الصيغة كما عائلته “دور في الصيغة” وإن كان الدوران على التضاد.

الرجل كان يعلم تمام العلم بأن النظام في سوريا لن يسقط، وبفعل الصيغة لابفعل الشرعية، وبفعل الصيغة لابفعل القوة، وبفعل الصيغة لابفعل الحق، فالنظام في الشام هو محصلة مصلحة روسية تقاطعت مع مصلحة إيرانية، وما تبقى تفاصيل، ولهذا كان الرجل على يقين من بقاء النظام ففتح للنظام نصف الباب وأغلق نصف الباب بما جعل المملكة نصف باب مفتوح ونصف باب مغلق، تاركًا بوابة المصالحة مع النظام مفتوحة دون ن يُغضب في الإقليم خصوم النظام، وهاهو ذا وفي حوار باللغة الإنكليزية  مع السي ان ان، يقول مالم يقله من قبل:”  “بشار الأسد سيبقى لأمد طويل… عندما تنبأ الناس أن هذا (الإطاحة بسلطته) سيحدث خلال أشهر معدودة، أنا قلت إن ذلك سيتطلب سنوات كثيرة، هذا إن كان سيحصل بالفعل. وها هو النظام موجود هناك”.

وتابع: “وعلينا أن نكون ناضجين في تفكيرنا، هل يجب تحقيق تغيير للنظام أم تغيير للسلوك؟ إذا كانت الإجابة تغيير السلوك، فماذا علينا أن نفعل للتلاقي حول كيفية التحاور مع النظام، لأن الجميع الآخرين يقومون بذلك، لكن ليست هناك خطة حتى الآن”.

وأشار إلى أن “الروس يلعبون دوريا محوريا” في سوريا، متسائلا: “دون التحدث مع روسيا، كيف يمكننا سلك مسار يأخذنا نحو بصيص من الأمل للشعب السوري؟”.

العاهل الأردني جدد القول أن “النظام سيبقى هناك”، مردفا: “أتفهم بالطبع غضب وقلق العديد من الدول إزاء ما حدث للشعب السوري، لكن الإبقاء على الوضع القائم يعني استمرار العنف الذي يدفع ثمنه الشعب السوري”.

كما اعتبر أن “دفع الحوار (مع النظام) إلى الأمام بصورة منسقة أفضل من ترك الأمور على ماهي عليه الآن”.

للكلام دلالات بالغة، خاصة وأنه جاء من واشنطن، وباللغة الإنكليزية، وعلى عتبة لقاء الملك  في واشنطن مع الرئيس الأمريكي ، جو بايدن.

الأهم من هذا وذاك هو السؤال:

ـ ما الذي يدفع الملك للقول بهذا الكلام، سواء في المكان أو في التوقيت؟

الأهم هو ما أفادت به صحيفة “واشنطن بوست” بأن الملك عبد الله الثاني اقترح على بايدن تشكيل فريق عمل دولي يضم الولايات المتحدة والأردن وروسيا وإسرائيل ودولا أخرى لوضع خارطة طريق تهدف إلى استعادة السيادة والوحدة لسوريا.

عن أية سيادة يتحدث؟

عن سيادة برعاية وموافقة وقبول إسرائيل، ما يعني أن ثمة في الأفق مايشير إلى دفع النظام في سوريا إلى التطبيع مع إسرائيل، والانضمام إلى محور التطبيع، وبالوساطة أردنية، والدور الأردني، والولاّدة أردنية، وبذلك يصيب الملك الكثير من العصافير بالحجر الواحد، يخرج من أزماته الداخلية (بل والعائلية) بالحماية الإسرائيلية، ويجدد العلاقة مع العربية السعودية عبر دور من الصعب على غيره القيام به، ويعود رقمًا صعبًا في المنطقة بشهادة أمريكية، وليس ثمة ما يحول دون هذا:

ـ الروس جاهزون لفتح بوابة دمشق للإسرائيليين.

والإيرانيون جاهزون لمقايضة دمشق مع الإسرائيليين بالاتفاقات النووية مع واشنطن.

وما تبقى تفاصيل.

لا حزب الله يتجاوز بقيمته تفصيلاً في التفاصيل.

ولا شعارات الأمس التي تركها حافظ الأسد لوريثه قيمة تحول دون فتح البوابات أمام الوريث.

إصلاح النظام؟

ـ حسنًا.

الاطاحة به؟

ـ لا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى