fbpx
أخر الأخبار

العراق بين التوقعات السياسية والتحولات الإقليمية: قلق وترقب لعام جديد

مرصد مينا

تواصل نظريات المؤامرة استحواذها على جزء كبير من النقاش العام في العراق، مدفوعة بالانقسامات السياسية والمجتمعية.

وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أصبحت ساحات خصبة للصراعات، تعكس الخلافات بين النخب السياسية وأحياناً الانقسامات الطائفية.

في ظل هذه الأجواء، أثار سقوط النظام السوري، غير المتوقع في الأجندة السياسية، جدلاً واسعاً في الأسابيع الأخيرة من عام 2024.

وعلى مدار العام الماضي 2024، برزت توقعات السياسي العراقي فائق الشيخ علي كموضوع للنقاش والجدل.

الشيخ علي، المعروف بمواقفه المعارضة منذ حقبة نظام صدام حسين وحتى النظام الحالي، توقع نهاية العملية السياسية الحالية في العراق بحلول عام 2024، محذراً من “قوة كاسحة” ستطيح بالطبقة الحاكمة.

ومع ذلك، لم تتحقق هذه التوقعات، ما دفع سياسيين وناشطين إلى مطالبته بالاعتذار، خاصة في ظل التصعيد الذي شهدته الساحة العراقية خلال العام، بما في ذلك استهداف الفصائل المسلحة المدعومة من إيران للقوات الأميركية ومناطق داخل إسرائيل.

أيضا فقد شهدت الساحة العراقية تطورات مهمة، أبرزها مفاوضات مع واشنطن بشأن إنهاء التحالف الدولي، وضغوط أميركية لمنع إسرائيل من تنفيذ ضربات على الفصائل المسلحة العراقية بوساطة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

ورغم تلك الجهود، ظل التوتر قائماً بسبب استمرار المواجهات على الصعيد الإقليمي واغتيال قادة بارزين في “محور المقاومة”.

على الصعيد الدولي، أحدثت الانتخابات الأميركية التي أعادت دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، فضلا عن سقوط النظام السوري على يد أحمد الشرع (المعروف بأبو محمد الجولاني) تأثيراً كبيراً على الداخل العراقي.

وفي ظل استمرار الجدل والترقب، ومع تصاعد المماحكات السياسية والمجتمعية، شهدت الفترة الأخيرة تزايد الخلافات داخل قوى “الإطار التنسيقي الشيعي”، عقب ما أُطلق عليه “تسريبات جوحي”، وهو موظف رفيع المستوى في مكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

هذه الخلافات تزامنت مع متغيرات إقليمية ودولية أثرت بشكل كبير على الوضع الداخلي. ففي وقت حاول فيه بعض قيادات “الإطار الشيعي” استغلال الخلافات للحد من طموحات السوداني في الفوز بولاية ثانية بعد نجاحاته المحلية وقبوله دولياً، جاءت تحولات إقليمية وعالمية لتغير المعادلات.

ففوز دونالد ترمب وسقوط نظام بشار الأسد، أحدثا تأثيرات بالغة على الداخل العراقي والخارج.

وتزامن هذا التوقيت مع تهديدات أميركية – إسرائيلية ضد إيران وأذرعها في المنطقة، بما في ذلك الفصائل المسلحة في العراق.

وفي هذا السياق، بدأ رئيس الوزراء السوداني يتولى زمام المبادرة لمواجهة هذه التحولات، في حين بدأ دور الفصائل المسلحة وداعميها داخل “الإطار التنسيقي” في التراجع.

ومع دخولنا العام الجديد 2025، لا تزال التوقعات تتضارب بين مناهضة فائق الشيخ علي لانهيار النظام السياسي في نهاية العام الماضي، وبين تنبؤات المنجمين حول مستقبل العراق في عام 2025، يظل المشهد العراقي غارقاً في القلق والترقب، وسط انقسام سياسي ومجتمعي عميق، وتناقض السيناريوهات بين تطلعات البعض وتشاؤم الآخرين بشأن مستقبل البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى