العراق.. تعذيب المعتقلين في سجن الفيصلية لإجبارهم على الاعتراف بالانتماء لداعش
أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية في أن ضباطا عراقيين واصلوا عمليات تعذيب المعتقلين في سجن الفيصلية مدينة الموصل، رغم جهود مدافعين عن حقوق الإنسان لمنعها. ووثقت هيومن رايتس ووتش في تقرير لها اليوم الخميس ادعاءات جديدة لعمليات تعذيب في سجن الفيصلية في شمال العراق بداية العام الحالي، بعد نحو ستة أشهر من نشر تقرير حيال ما وصفته بانتهاكات “كبيرة” هناك وفي مرفقين قريبين. وأوضحت المنظمة الحقوقية أنها أرسلت الادعاءات التفصيلية إلى رئاسة الوزراء ووزير الخارجية ووزارة الداخلية، من دون أن تتلقى أي رد. وقالت نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة “لما فقيه” إن “من غير المستغرب أن تستمر الانتهاكات، مع تجاهل الحكومة العراقية تقارير موثوقة عن التعذيب”. وتساءلت “ما الذي تحتاج إليه السلطات لتأخذ مزاعم التعذيب بجدية؟”. واستندت المنظمة في تقريرها إلى سجين سابق وصف ما رآه في سجن الفيصلية في أوائل العام 2019، متحدثا عن مشاهدته لحراس وهم يضربون المحتجزين على أقدامهم بأنابيب بلاستيكية إلى أن يقروا بانتمائهم لتنظيم داعش. وأضاف السجين نفسه أن الحراس كانوا يرشون المعتقلين بالماء ويتناوبون على ضربهم، إضافة إلى استخدام عملية ”الإيهام بالغرق”، ثم يعلقونهم من أرجلهم بالسقف ويقيدونهم من خلف ظهورهم. وتقع منطقة الفيصلية في شرق مدينة الموصل، التي كانت معقلا لتنظيم داعش على مدى ثلاث سنوات، قبل أن تستعيدها القوات العراقية في تموز/يوليو 2017. ومذ ذاك الحين، حاكم العراق الآلاف من مواطنيه، إضافة إلى مئات الأجانب، بتهمة الانتماء للتنظيم المتطرف. وأوضحت هيومن رايتس ووتش في تقريرها الخميس أن القضاة العراقيين لا يحققون عادة في مزاعم التعذيب. ولفتت إلى أن “مجلس القضاء الأعلى” العراقي رد بداية الشهر الحالي على استفسار هيومن رايتس ووتش قائلا إن مجموعة من المحاكم العراقية حققت في 275 شكوى ضد محققين بحلول نهاية 2018. وذكر المجلس أن 176 من هذه القضايا “حُلّت” بينما لا تزال 99 قضية قيد النظر. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”