العقوبات الأمريكية تربك حسابات أردوغان
كلما وجدت تركيا نفسها أمام صعوبات وأزمات سياسية مع الولايات المتحدة الأمريكية، أو مع الدول الأوربية، تجنح نحو تهديد مصالح الدول التي تعتبر شريكة معها وفيها، والتي تعهدت سابقاً بطرق رسمية وقانونية بهدف حمايتها، ما يؤكد مدى حساسية الوضع التركي الحالي داخلياً وخارجياً، وقدرة العقوبات الأمريكية على إحداث شيء ما.
فقد هدد الرئيس التركي مجدداً بضرب مصالح حلف شمال الأطلسي، وتركيا عضواً فيه، في تركيا، إضافة لضرب المصالح الأمريكية على الأراضي التركية، بحال دخلت العقوبات الأمريكية على الدولة التي قال “أردوغان”، أنه يجمع بينه وبين رئيسها علاقات شخصية، حيّز التنفيذ.
وقال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”؛ إن تركيا قد تغلق قاعدة إنجيرليك الجوية الواقعة في ولاية أضنة جنوب تركيا، وذلك رداً على تهديدات الولايات المتحدة بفرض عقوبات، وقرار مجلس الشيوخ الأميركي الذي اعترف بالإبادة الجماعية للأرمن.
وأضاف “أردوغان”، في مقابلة تلفزيونية على شاشة تركية موالية للحكومة، أن بلاده بإمكانها أن تغلق أيضا قاعدة رادار كوريجيك، الواقعة جنوب شرق البلاد، إذا تم التهديد بفرض هذه العقوبات.
وأكد الرئيس التركي أنه “إذا اقتضت الضرورة يمكننا أن نغلق إنجرليك، ويمكننا أن نغلق كوريجيك”، وتناول وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو” الأسبوع الجاري هذا التهديد أيضاً، مشيراً إلى وضع هاتين القاعدتين وقدرة تركيا على التحكم بهما، موضحاً أن قرار إغلاقهما يمكن أن “يُطرح على الطاولة” ردا على أي عقوبات قد تفرضها الولايات المتحدة على تركيا.
ويستخدم سلاح الجو الأميركي قاعدة إنجرليك الواقعة في جنوب تركيا في إطار مكافحة تنظيم داعش في سوريا، بينما تضم قاعدة كوريجيك الواقعة في جنوب شرقي البلاد محطة رادار كبرى لحلف شمال الأطلسي.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا لشرائها صواريخ روسية من نوع إس-400 على الرغم من تحذيرات واشنطن من عواقب هذا الأمر.