العقوبات الأمريكية تزيد من طول “الطوابير” في سوريا
مرصد مينا – سوريا
اعترفت دمشق، على لسان وزيز النفط في حكومة النظام، بسام طعمة، بتأثير العقوبات الأميركية على الاقتصاد السوري ولعبها دوراً في تفاقم أزمة الوقود.
وقال الوزير في لقاء تلفزيوني إن سوريا تعاني نقصا حادا في البنزين نتيجة العقوبات الأميركية المشددة التي تعطل واردات الوقود الحيوية، وذلك في أحدث أزمة تضر باقتصاد البلد مؤكدا أن “قانون قيصر”، وهو أكثر العقوبات الأميركية صرامة.
ودخل “قانون قيصر” حيز التنفيذ في حزيران\ يونيو الماضي، كما يحظر تعامل الشركات الأجنبية مع دمشق، ما تسبب بتعطيل عدة شحنات من موردين.
الوزير أضاف أن “تشديد الحصار الأميركي ومنعه وصول التوريدات اضطرنا إلى أن نخفض هذا التوزيع نحو 30 إلى 35 في المائة”.
خلال الأيام الأخيرة، اشتدت أزمة الوقود على السوريين بشكل كبير حتى وصلت إلى مستوى خانق، شلّ حركة المواطنين وتوقف حركة السيارات على الطرقات في المدن الرئيسية من البلاد.
واصطف السائقون في طوابير طويلة بانتظار تعبئة خزانات سياراتهم وإكمال حياتهم بأبسط الحقوق، كي ينطلقوا إلى تحصيل لقمة عيشيهم اليومية والتي باتت شبه مستحيلة وسط هذه الظروف.
بحسب طعمة، فإن أعمال الصيانة الرئيسية في مصفاة بانياس، أكبر مصفاة في البلاد، والتي توفر ثلثي احتياجاتها من البنزين، فاقمت من أزمة الوقود في سوريا، وسط انهيار العملة وارتفاع التضخم بشدة، مما يزيد من حدة المصاعب التي يواجهها السوريون.
وسبق أن اعتمدت سوريا على شحنات النفط الإيرانية، لكن تشديد العقوبات إيران أدى إلى توقف الإمدادات منذ عدة أشهر.
ردا على تصريحات طعمة، نشر حساب السفارة الأميركية في سوريا على تويتر، صباح اليوم الجمعة، مقطع فيديو لنائب مساعد وزير الخارجية الأميركية و المبعوث الخاص الى سوريا، جويل ريبيرن، قال خلاله إن “العقوبات الأميركية ستبقى مستمرة وستستهدف عائلة رئيس النظام بشار الأسد ومواليه، طالما هم مستمرون بارتكاب أعمال وحشية ضد السوريين”.
و أشار المسؤول الأميركي إلى أن الأسد وأتباعه يعيشون حياة برفاه ونعيم على حساب الشعب السوري، موضحا أن النظام عاجز عن اتخاذ تدابير توقف الأزمة وترفع المعاناة.
وأعلن المبعوث الأميركي أن العقوبات لن تتوقف حتى يتم الإفراج عن المعتقلين، وأن يضمن النظام وصول المساعدات إلى جميع المناطق المحاصرة.
وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف كان له رأي آخر إذ اعتبر أن “قانون قيصر” أضر بالدرجة الأولى بالمواطنين السوريين البسطاء، على عكس ما يصرح به الغرب.
وأوضح لافروف أن مجلس الأمن ناقش مؤخرا تطورات الوضع الإنساني في سوريا، مضيفا: “دافع زملاؤنا الغربيون بحماسة وغرور عن براءتهم، قائلين إن العقوبات تهدف فقط إلى الحد من قدرات وإمكانيات المسؤولين وممثلي النظام في سوريا.
لافروف أشار إلى تجديد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في الأيام الأخيرة، نداءه، الذي وجهه قبل أشهر إلى تلك الدول التي تبنت عقوبات أحادية الجانب ضد أي دولة نامية، بوقف هذه العقوبات، على الأقل في فترة مكافحة تفشي فيروس كورونا.
حسب موقع “بريتش بتروليوم” فإن إنتاج النفط في سوريا، بلغ 406 آلاف برميل في عام 2008 فيما انخفض إلى 24 ألف برميل في عام 2018.