العلم الأمازيغي: مخاوف جزائرية من انفلات الخطاب السياسي
اعتقلت السلطات الجزائرية أمس السبت، شبانا جزائريين رفعوا العلم الأمازيغي أثناء المظاهرات الاحتجاجية الرافضة لإجراء انتخابات رئاسية.
وقالت الهيئة الوطنية للإفراج عن المعتقلين، التي تتابع قضية 11 متظاهر جزائري من أصل أمازيعي معتقل بسبب رفع العلم الأمازيغي، إنه تمت مقاضاتهم بسبب “المساس بالوحدة الوطنية”، لافتة الى أنهم أوقِفوا بعدما استمع إليهم قاض في محكمة سيدي أمحمد، وأشارت اللجنة، إلى أن سبعة من المتظاهرين الذين اعتُقلوا بسبب رفع رايات أمازيغية، قد تم الإفراج عنهم وإخضاعهم لرقابة قضائية.
ويشكل العلم الأمازيغي نقطة فارقة في الحياة الجزائرية السياسية الجديدة التي يسعى الشعب الجزائري بكل مكوناته للوصول إليها، بعد أن تخلص من نظام “بوتفليقه”، حيث يطالب العديد من الحقوقيين بإعطاء الأمازيغ هامش أكبر من الحرية، لكن السلطات الجزائرية تنظر للموضوع من باب الوحدة الوطنية، وتخشى من رفع الأمازيغ لسقف مطالبهم وصولاً إلى المطالبة بشكل صريح وعلني بإدارة ذاتية.
وأثيرت الحادثة في الصيف الماضي، عندما اعتقلت السلطات الجزائرية شبان رفعوا العلم الأمازيغي أيضاً في مظاهرات العاصمة، بالرغم من صدور قانون يمنع رفع أي علم غير العلم الجزائري الرسمي أثناء التظاهرات والتجمعات.
لكن الحكومة الجزائرية في الوقت الذي تمنع فيه رفع العلم الأمازيغي أو أي علم آخر غير العلم الجزائري الرسمي، تسمح للأمازيغ بالكتابة والتحدث بلغتهم الخاصة، والعديد منهم يعرف عن محاله التجارية باللغة الأمازيغية.
وتضم الجزائر أعراقاً أخرى غير عربية لها لغتها وتاريخها العريق، مثل اللغة الأمازيغيّة التي يتكلم بها حوالي 10 مليون أمازيغي يعيشون في الجزائر، ويبلغ عدد الأمازيغ في العالم ما يقارب 50 مليون نسمة، غالبيتهم في القارة السمراء التي يشكل عمودها الأمازيغ.
ويعيش الأمازيغ في الجزائر متمتعين بحرية محدودة في إدارة شؤونهم الخاصة والاحتفال بأعيادهم الرسمية مثل عيد رأس السنة الأمازيغي، لكن هناك بعض الأساليب السياسية دفعت المتطرفين منهم بالمطالبة بحكم ذاتي، ومن أشهر الأبطال التاريخين الأمازيغ؛ عباس بن فرناس، يوسف بن تاشفين، ابن بطوطة، وطارق بن زياد.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي