fbpx
أخر الأخبار

مئات اللاجئين السوريين في لبنان يتوجهون إلى شمال سوريا

مرصد مينا

أفاد تقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس”، أمس الأربعاء، عن توجّه مئات اللاجئين السوريين في لبنان “بالاتجاه المعاكس، إلى الشمال السوري”.

ومننذ سنوات طويلة، يتدفق السوريون الى لبنان وبعض دول الجوار هربا من الحرب، لكن هذه المعادلة بدأت تتغير في لبنان.

ومع تصاعد المشاعر المعادية للاجئين السوريين في لبنان، اختار مئات اللاجئين العودة إلى سوريا عابرين طرقا خطرة في عودة إجبارية نحو مناطق شمال غرب سوريا الخارجة عن سيطرة النظام.

ووفقا للوكالة فإن “هؤلاء السوريون يسلكون طريقا خاصة بالمهربين عبر مناطق جبلية نائية، على دراجات نارية أو سيرا على الأقدام”.

وأضافت:”بعد ذلك، يجتازون بالسيارة، في رحلة محفوفة بالمخاطر، الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة (النظام السوري)، إلى شمال غربي سوريا، الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا أو “هيئة تحرير الشام”، مع الحرص على تجنب نقاط التفتيش أو اضطرارهم لدفع رشوة للمضي بطريقهم”.

وتقول الوكالة إنه لغاية هذا العام، “كانت أعداد العائدين من لبنان ضئيلة للغاية، لدرجة أن السلطات المحلية في إدلب، التي تديرها جماعة “هيئة تحرير الشام” (المحسوبة على القاعدة)، لم تهتم بتعقبهم رسميا”.

مع ذلك، “سجلت وصول 1041 شخصا من لبنان في مايو/أيار الماضي، مقارنة بـ446 الشهر السابق”، بحسب “أسوشيتد برس”.

من جانبها، أعلنت إدارة محلية مدعومة من تركيا، وتشرف على مناطق أخرى من شمال غربي سوريا، أن الوافدين من لبنان زادوا في المناطق التي تسيطر عليها.

ونقلت الوكالة عن شخص قالت إن اسمه “وليد عبد الباقي” وعاد إلى إدلب قادما من لبنان في إبريل/نيسان الماضي، تأكيده بأن مشكلات البقاء في لبنان فاقت مخاطر العودة إلى شمال سوريا.

وأضاف:”كانت الحياة في لبنان جحيما لا يطاق، وفي النهاية فقدت ابني هناك”.

ويستضيف لبنان الذي يواجه صعوبات اقتصادية صعبة للغاية أعلى نسبة من اللاجئين في العالم بالنسبة لعدد السكان، الأمر الذي زاد الضغوط عليه، مع تواجد 780 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة هناك، وهناك أيضا مئات الآلاف غير المسجلين.

ودعا مسؤولون لبنانيون منذ سنوات طويلة إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي حلت بالبلاد عام 2019.

لكن منظمات حقوقية تقول إن العشرات ممن أعادتهم السلطات اللبنانية إلى سوريا “قضوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري”.

يشار إلى أن التوترات ضد اللاجئين في لبنان تصاعدت في أبريل/نيسان، عندما قُتل مسؤول في حزب القوات اللبنانية القومي المسيحي، باسكال سليمان، فيما قال مسؤولون عسكريون إنها عملية سطو فاشلة على يد “عصابة سورية”.

وأدى ذلك إلى اندلاع أعمال عنف مناهضة لسوريا من قبل أفراد ومجموعات عرقية. قامت الأجهزة الأمنية اللبنانية باتخاذ إجراءات صارمة ضد اللاجئين، حيث داهمت وأغلقت الشركات التي توظف عمالا سوريين غير شرعيين.

وتنظم الحكومة اللبنانية رحلات للعودة الطوعية، كما تطلق عليها، إلى مناطق النظام السوري، بينما تقوم السلطات بترحيل اللاجئين المتورطين في جرائم أو مشاكل كما تزعم.

ورغم خطورة الوضع في شمال سوريا، إلا أن معظم اللاجئين ما زالوا يفضلون العيش في تلك المنطقة التي يسيطر عليه خليط من الجماعات المسلحة والتي تتعرض لقصف منتظم من قبل قوات النظام السوري والميليشيات الداعمه لها.

كما أن تلك المناطق الشمالية في سوريا تعاني من خفض المساعدات من قبل المنظمات الدولية التي تقول إن الموارد ستذهب إلى أزمات جديدة في أماكن أخرى من العالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى