القواعد الأمريكية مراقبة والحكومة العراقية مهددة
لم تتوقف إيران وأذرعها الأخطبوطية عن إصدار التهديدات، والقيام بها فعلياً، بعد أن أدركت أن خيوط لعبتها ستفلت من يدها في مطمح أحلامها “الهلال الخصيب”.
فالتوافقات الدولية تجتمع على إبعادها، روسيا اتفقت مع إسرائيل ومن ورائها أميركا على إبعاد إيران من سورية بعد كل البذل الذي قدمته، كما أنها من الممكن أن تفقد العراق إثر الانفتاح نحو السعودي اقتصادياً، وبات رجالات حزب الله تحت العقوبات الأمريكية والحزب ممزق من الداخل.
وفي أحدث إصدار هدد “نصر الشمري” معاون الأمين العام لحركة “النجباء”، بأن أي حكومة عراقية تعمل ضد إيران ستسقط في غضون أسابيع.
جاء ذلك خلال لقائه مع عضو مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي في طهران، أمس الاثنين 5 آب.
وهدد “الشمري” القواعد الأميركية المتواجدة على الأرضي العراقية قائلاً: “إن القواعد الأميركية موجودة ومنتشرة في اغلب المدن العراقية، وهي مرصودة ومتابعة من قبلنا”.
وتعتبر حركة النجباء أحد أذرع مليشيا الحرس الثوري الإيراني، وهي مجموعات مسلحة غير رسمية موازية للجيش الإيراني.
وأضاف القائد المليشياوي أن “عدد القواعد الاميركية في العراق (11)، قاعدة ويجب على مجلس النواب بحفظ سيادة العراق من خلال اغلاق تلك القواعد واخراج القوات الامريكية منها”.
وهذا ما يؤكده تصريح المتحدث باسم حركة “النجباء” اللواء “يحيى رحيم صفوي” خلال لقائه مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية، أن الحركة تراقب جميع القواعد العسكرية الأمريكية على الأراضي العراقية، والتي يبلغ عددها 11 قاعدة.
وتسعى الأذرع الأخطبوطية للحرس الثوري الإيراني لتوطيد الوجود الإيراني في الهلال الخصيب “فلسطين، لبنان، الأردن، سوريا، العراق” إلى توطيد الوجود الإيراني على اعتبار الانتماء الطائفي أولاً، ثم بالقوة العسكرية، على غرار ما فعلت في سوريا عندما قام حزب الله اللبناني- ذراع الحرس في لبنان وسوريا- إلى جرائم حرب بحق المدنيين.
وتنقسم الحكومة العراقية إلى مؤيد للسيطرة الإيرانية على مفاصل الدولة الهامة، ومنتقدأ لها ساعياً للتخلص من السيطرة الأجنبية على المقدرات والقرارات الوطنية بما يهدد السيادة العراقية.
وتقاربت الحكومة العراقية مؤخراً مع المملكة العربية السعودية من خلال معاهدات تجارية، الأمر الذي شكل إزعاجاً وتحفظاً كبيرين من قبل المسؤولين العراقيين المواليين لإيران.
وتمتلك إيران داخل البرلمان العراقي أذرع سياسية لها تعمد إلى تمرير مطالبها على البرلمان لنيل مظلة قانونية تعمل تحت حمايتها، كمل يحصل مع مليشيا الحشد الشعبي، والذي يعتبر أيضاً تابعاً للقوة العسكرية الإيرانية.
وضمن هذا الإطار، أكد رئيس مجلس النواب العراقي “محمد الحلبوسي”، شباط الماضي، إن البرلمان تسلم مقترحاً تبناه برلمانيون يهدف تحديد مهام الوجود الامريكي وتوقيت بقاء القوات الاجنبية في البلاد، وذكر الحلبوسي في تصريح صحفي، إنه “لم يتسلم أي مقترح من قبل البرلمانيين يهدف لطرد القوات الامريكية من العراق”.
واشار “الحلبوسي” في الوقت نفسه الى أن “المقترح الذي تبناه بعض النواب وتسلمته رئاسة البرلمان بالفعل يهدف لتحديد مهام وجود الامريكيين وطبيعة عملهم ومدة بقائهم في العراق”.
ودعت حركة النجباء، آذار الماضي، البرلمان العراقي الى ضرورة حفظ السيادة العراقية، فيما أعلنت رصد ومتابعة جميع القواعد الاميركية في العراق.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي