fbpx

الكولبر في إيران.. أكراد جُردوا من الحياة والمواطنة

بالفارسية يسمون “كولبر”، وهو ما يقابله بالعربية “حمال الظهر”، وهم مجموعة من الرجال الذين يتولون نقل البضائع والسلع الضرورية من العراق إلى المناطق الجبلية الكردية الفقيرة في إيران، لمواجهة الأزمة الحاصلة في تلك المناطق بسبب سياسات النظام الإيراني العنصرية تجاه سكانها المنحدرين من الأقلية الكردية.

أياً كان اختلاف التسمية بين اللغات، إلا أن مصير “الكولبر” لا يحمل الكثير من الاختلافات، فهو دائماً واحد من اثنين إما نجاح رحلته الشاقة بالوصول إلى هدفه، أو الوقوع فريسة نيران حرس الحدود الإيراني، الذي لا يفوت فرصة لاقتناصهم أثناء عبورهم للحدود، فبحسب ما نقله موقع “Iranwire”، فإن عدد الضحايا من الكولبر وصل إلى 74 قتيلاً و174 مصاباً خلال العام 2019.

وأشارت إحصائيات الموقع إلى أن 50 عاملاً من أصل الـ 74، قتلوا برصاص على الحدود الإيرانية، في حين قتل 24 أخرين بعد تعرضهم لانفجار الألغام أو سقوطهم من أعالي الجبال أثناء رحلتهم المحفوفة بالمخاطر والمشقة، وذلك وسط اتهامات مباشرة للنظام الإيراني بممارسة القتل المتعمد والممنهج ضد الكولبر الكردي، بحسب تقرير قدمه مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في إيران، “أحمد شهيد”، عام 2012.

إلى جانب ذلك، نقل موقع “Iranwire”، عن عدد من الكولبر تأكيدهم بأن حرس الحدود الإيراني، غالباً ما يصوبون على منطقة الرأس والصدر، بدلاً من إطلاق النار في الهواء، لإيقافهم، مضيفين: “هم لا يعتبرون أن حياتنا لها أي قيمة، ما يشجعهم على استهدافنا بشكل مباشر، بدلاً من محاولة إيقافنا.

وبحسب إحصائيات شبه رسمية، عن عام 2019، فإن عدد الكولبر في إيران وصل إلى ما بين 80 -170 ألفاً، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية، ينتشرون بشكل رئيسي في ثلاث مدن إيرانية متاخمة للحدود العراقية، وهي أذربيجان الغربية وكردستان وكرمانشاه.

ولا تقتصر مهنة الكولبر على الرجال وحسب، وإنما هناك نساء انخرطن في هذه المهنة، خلال السنوات الأخيرة، لا سيما مع تضييق الخناق عليهم، وتردي الأوضاع المعيشية، حيث أشار بعض الكولبر، إلى أن عملهم يقضي حمل ما يصل وزنه إلى 50 كيلوغرام، لمسافة تصل إلى 10 كيلومترات، ليتقاضوا عن كل كيلو غرام أجر يتراوح بين 50 إلى 80 سنت، لافتن إلى وجود من يسمون بـ “الرباعي”، وهي الفئة التي تنقل البضائع على ظهور الدواب والبهائم.

ويأتي تزايد أعداد الكولبر في المقاطعات الكردية، كونها تعاني من فقر شديد، وسط تعاظم معدلات البطالة والتضخم، فوفقاً للإحصاءات التي نشرها المركز الإحصائي الإيراني والبنك المركزي الإيراني، بلغ متوسط معدل البطالة في هذه المحافظات في صيف 2019 أكثر من 38 في المئة، وبلغ متوسط معدل التضخم في هذه المقاطعات 35.28 في المئة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى