المتظاهرون للحريري: إسقاط الحكومة قبل الاصلاحات
محاولة أخرى يبذلها رئيس الحكومة اللبنانية “سعد الحريري” لتهدئة الشارع بعد مهلة الساعات الاثنتين والسبعين التي منحها لشركائه السياسيين لإيجاد مخرج للأزمة التي يمر بها لبنان؛ وذلك عبر ورقة الإصلاحات التي أقرتها الحكومة اللبنانية صباح اليوم الاثنين، أثناء اجتماعها في قصر بعبدا.
الحريري وفي خطاب متلفز ألقاه عقب جلسة الحكومة، أكد على أحقية ومشروعية مطالب الشعب اللبناني، مشيراً إلى أنه لن يعارض المطلب الشعبي بإجراء انتخابات نيابية مبكرة في حال أصر المتظاهرون على ذلك.
أما في جوهر الإصلاحات المتخذة، فقد حصرها الحريري في عدة نقاط أبرزها خفض رواتب الوزراء والنواب اللبنانيين إلى النصف، إلى جانب خلو الموازنة الجديدة من أية ضرائب إضافية، معترفاً في الوقت ذاته بأن المظاهرات نتيجة شعور الشباب بالغضب واليأس.
ولم يكمل اللبنانيون كلمة الحريري، حتى سارعوا إلى ترديد الهتافات ضده مطالبيه بالرحيل، كما عقد ناشطون في التظاهرات مؤتمرا صحفيا في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، أكدوا فيه بحسبما أوردت “سكاي نيوز” على استمرار بالاحتجاجات إلى حين تشكيل حكومة إنقاذ مستقلة ومتخصصة ومصغرة من خارج المنظومة الحاكمة ذات صلاحيات استثنائية.
وكان الحريري قد أوضح أن ورقة الإصلاحات المكونة من 18 بنداً، تنص على مساهمة المصارف اللبنانية بأكثر من 5 مليارات دولار لحل الأزمة النقدية إضافة إلى الضرائب التي ستطال الفوائد، مؤكداً في الوقت ذاته أن عجز موازنة 2020 سيكون بنسبة 0.3 في المائة.
ووفقاً لما طرحه رئيس وزراء لبنان، فإن الحكومة ستخفض موازنة مجلس الإنماء والإعمار والصناديق بنسبة 70 في المائة، مضيفاً: “سيصدر قانون العفو العام قبل نهاية 2019”.
كما تعهد رئيس الحكومة بإقرار ضمان الشيخوخة، وتخصيص اعتمادات بقيمة 20 مليار ليرة للفئات الأكثر فقرا، مؤكدا في ذات الوقت أنه لن يطلب من المتظاهرين التوقف عن الاحتجاج.
أولى ردود الأفعال على الورقة الإصلاحية جاءت من النائب السابق والزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي غرد على تويتر: “لقد سجل الحزب اعتراضات أساسية في مجلس الوزراء وفرض نقاط أساسية وسيكون للحزب مؤتمر صحافي عند الساعة السادسة من اليوم”.
كما علق رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق “نجيب ميقاتي” على الورقة الإصلاحية عبر تغريدة قال فيها: “الورقة الاصلاحية التي أعدها الرئيس الحريري جيدة ولكن العبرة في التنفيذ، ولا يمكن تحميله وحده وزر ما يحصل ويجب إعادة التوازن بين السلطات وأن تكون لدينا الشجاعة والقوة للقول إن ما يقوم به الناس هو حقهم الذي يكفله الدستور”.
وعلق في تغريدة أخرى: “إذا كانت هناك صعوبة في تشكيل حكومة جديدة، فيجب إجراء تعديل وزاري ووضع حد لاستعلاء البعض وفوقيته ومنهم الوزير جبران باسيل الذي لم يلامس واقع اللبنانيين بطروحاته”.
في غضون ذلك أشارت تقارير صحافية محلية أن ردود الفعل الشعبية على خطاب الحريري جاءت سريعة من خلال زيادة أعداد المتظاهرين في ساحات بيروت.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي