المطران عطا الله: من يقتحمون القدس هم ذاتهم من يسرقون أوقافنا
قال رئيس أساقفة الروم الأرثوذكس المطران “عطا الله حنا “، الاثنين، أن اقتحام المستوطنين المتطرفين لباحات المسجد الأقصى، يعتبر عملاً خطيراً واستفزازاً لكافة أبناء شعبنا الفلسطيني.
جاء ذلك خلال بيان له على صفحته الرسمية على الفيسبوك، أعرب فيه عن شجبه وإستنكاره للإقتحامات المستمرة والمتواصلة، والتي وصلت ذروتها في عيد الأضحى المبارك، مؤكداً، أن القدس في خطر شديد وأن الفلسطينيون المقدسيون، يتصدون بصدورهم العارية للاحتلال وسياساته وممارساته في المدينة المقدسة، حسب وصفه.
وأضاف المطران حنا، “إن كنائس القدس ومسيحيها يرفضون هذه التعديات التي تستهدف المسجد الأقصى، ونقول لمن يجب أن تصل له رسالتنا بأن أولئك الذين يقتحمون الأقصى و يسعون لتقسيمه زمانيا ومكانيا، لبناء هيكلهم المزعوم، هم ذاتهم الذين يسرقون أوقافنا الأرثوذكسية ويسلبونها من أبنائها.
وتابع المطران، ” فمنذ عام 48 وحتى اليوم، وأوقافنا الارثوذكسية تسرق منا، وتستهدف بأساليب معهودة وغير معهودة، وعبر أدوات أوجدهم الاحتلال خدمة لسياساته وممارساته، وخاصة في باب الخليل، كما أن المجموعات الاستيطانية تستعد للاستيلاء على عقارات أرثوذكسية وأبنية عريقة وجميلة، تعتبر تحفة من التحف التي تزين مدينة القدس، والمدخل المؤدي الى المقدسات والى البطريركيات والأديرة والكنائس .
المطران حنا، أعلن خلال بيانه تضامنه مع المسلمين بقوله، “نعلن تضامننا مع إخوتنا في جميع الهيئات الإسلامية، ومع المسلمين الذين تم الاعتداء عليهم في عيد الاضحي، متمنين الشفاء للجرحى، ومؤكدين للعالم بأسره بأننا سنبقى ندافع عن القدس وعن مقدساتها وأوقافها، مهما كثرت المشاريع المشبوهة والمؤامرات والمخططات الهادفة لطمس معالم القدس وتزوير تاريخها والنيل من عدالة قضيتنا الفلسطينية .
كما وأردف المطران أن ما حدث في باحات الأقصى، وما يحدث بحق أوقافنا المسيحية، هي رسالة إلى العالم بأسره، والى المسيحيين والمسلمين في كل مكان والى أبناء أمتنا العربية، والى أصدقائنا المنتشرين في سائر أرجاء العالم بضرورة أن يلتفتوا الى مدينة القدس، وأن يدركوا خطورة ما يحدث فيها، حيث أنه لا يمكن وصفه بالكلمات، فكلنا مستهدفون كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين، وإن تعددت الوسائل التي يتم من خلالها استهدافنا .
وأطلق رئيس الأساقفة، نداءً عاجلاً الى المرجعيات الروحية الإسلامية والمسيحية، وإلى جميع الذين يؤمنون بقيم الحق والعدالة ونصرة المظلومين، بأن يلتفتوا الى مدينة القدس ويناصروا أبنائها، فعندما يدافع المسيحيون والمسلمون عن مدينة القدس، فهم يدافعون عن إيمانهم وتاريخهم وتراثهم وعراقة حضورهم ووجودهم في هذه المدينة المقدسة .
وختم بيانه بالقول، إن مدينة السلام التي يقدسها المؤمنون في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث، إنما حُجب عنها السلام وغيب عنها العدل بفعل ما يمارس بحق أبنائها ، مصيفاً، أعيدوا للقدس بهائها ومجدها وسلامها، ولا تتركوها فريسة للاحتلال وللمستوطنين العنصريين، الذين يكرهوننا ويشتموننا صباحاً ومساءً ويتمنون أن نختفي من القدس وأن تغادر منها، سنبقى في القدس شاء من شاء وأبى من أب، وستبقى القدس لأبنائها ولن تكون للمستعمرين المحتلين، الآتين إليها من هنا أو هناك .
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي