المظاهرات الحاشدة تتواصل في تركيا والسلطات تعتقل صحفيين

مرصد مينا

تواصلت المظاهرات الضخمة في تركيا، حيث خرج عشرات الآلاف من الأشخاص في إسطنبول اليوم السبت احتجاجاً على سجن أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول وأبرز منافس للرئيس رجب طيب أردوغان.

هذه المظاهرات المتواصلة تأتي بعد مرور 10 أيام على توقيف إمام أوغلو على ذمة المحاكمة بتهم الفساد، مما أثار موجة من الاحتجاجات في أنحاء تركيا لم يشهدها البلد منذ أكثر من عقد.

منذ ذلك الحين، استجاب مئات الآلاف لدعوات المعارضة، وخرجوا إلى الشوارع في مختلف المدن التركية.

ورغم أن الاحتجاجات كانت سلمية في الغالب، فقد تم اعتقال حوالي ألفي شخص في مختلف أنحاء البلاد، في حين استمرت الدعوات للعدالة والحقوق المدنية.

واعتبر حزب الشعب الجمهوري، الحزب الرئيسي في المعارضة، والأحزاب الأخرى ومنظمات حقوق الإنسان هذه القضية محاولة سياسية لتصفية منافس قوي في الانتخابات المقبلة.

في إسطنبول، تجمع المحتجون في منطقة مال تبه على الجانب الآسيوي من المدينة، حيث رفعوا الأعلام التركية واللافتات التي تدعو إلى “الحرية لإمام أوغلو”.

إحدى اللافتات الشهيرة التي حملها المتظاهرون كتب عليها “إذا صمتت العدالة، فالشعب سيتكلم”.

من جهته، أشار أحد المتظاهرين إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والقانونية في البلاد، مؤكداً أن الاحتجاج هو خطوة للمطالبة بالحقوق والقانون والعدالة.

الاحتجاجات التي بدأت بعد توقيف إمام أوغلو في 19 مارس الجاري و تواصلت بشكل يومي، حيث شهدت الأيام التالية تجمعات حاشدة.

ورغم جهود الحكومة لفرض القمع على المتظاهرين، بما في ذلك اعتقالات وعمليات توقيف لصحافيين وطلاب ومحامين، لا يزال العديد من المواطنين يواصلون التظاهر احتجاجاً على اعتقال رئيس البلدية.

وفي سياق متصل، ألقت السلطات القبض على العديد من الصحافيين، من بينهم الصحافي السويدي يواكيم ميدين الذي تم توقيفه عند وصوله إلى تركيا، بينما تم طرد مراسل هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، مارك لوين، بسبب تغطيته الاحتجاجات.

بالإضافة إلى ذلك، تم توقيف عدة صحافيين محليين بتهم تتعلق بالمشاركة في تغطية المظاهرات.

تأتي هذه الأحداث في وقت يسعى فيه حزب الشعب الجمهوري إلى ترشيح إمام أوغلو للانتخابات الرئاسية في 2028، وقد عبّر مؤيدوه عن دعمهم القوي له، مؤكدين أن محاكمته وسجنه هو محاولة لوقف مسيرته السياسية، لاسيما أن يعد أبرز منافس للرئيس أردوغان.